القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الشبهة الأولى

صفحة 70 - الجزء 1

  قولهم: بالأصول الأربعة وتأثيرها على ما تقدم حكايته عن المطرفية، يرد عليهم الإمام الهادي # بقوله في جوابه لأهل صنعاء في المجموعة الفاخرة: تفرد بخلق الأشياء لا من أصول أولية، ولا أوائل كانت قبله بدية، لكن مثلها بحكمته، وابتدعها بقدرته، من غير مثال سبق إليه، ولا لغوب دخل عليه) إلى أخر كلامه #.

  وقوله # في كتاب البالغ المدرك: يجب على البالغ المدرك في بلاد الكفر وغيرها: أن ينظر إلى هذه الأعاجيب المختلفات المدركات بالحواس، من السماء والأرض وما بث فيهما من الحيوان، إلى قوله: إنها محدثة لظهور الإحداث فيها، معترفة بالعجز على أنفسها، أنها لم تصنع أنفسها، ولم تشاهد صنعتها، وتعجز أن تصنع مثلها وتعجز أن تصنع ضدها، إلى قوله: ثبت أن لها مدبراً حكيماً دبرها، ومعتمداً اعتمدها، وقاصداً قصدها، ليس له شبيه ولا مثيل، إلى آخر كلامه #.

  وقوله # (في جواب مسألة رجل من أهل قم) حيث قال #:

  وقلت: ما الدليل على أن الله خلق الأشياء لا من شيء؟.

  والدليل على ذلك: أنه لا يخلو أن يكون خلق أصل الأشياء ومبتدئها من شيء، أو من غير شيء، فإن خلقها من شيء أزلي، فقد كانت معه في الأزلية والقدم غيره من الأشياء، ولو كان كذلك تعالى الله عن ذلك، لم تصح له الأزلية، وإذا لم تصح له الأزلية لم يصح له الوحدانية، وإذا لم تصح له الوحدانية لم تصح له الربوبية، لأن من معه شيء لا من خلقه فليس برب للأشياء كلها، إذا لم يكن لكلها خالقاً، فمن هاهنا صح أنه خلق الأشياء، وابتدع تكوين ابتداعها من غير شيء) انتهى كلامه #.

  وكلامه # في هذا المجال صريح لا غموض فيه، ولا إشكال يجري فيه، ومن قرأ كتبه علم صحة ما نقول، والله أعلم، والغرض الإشارة، فالفطن لا يحتاج إلى تطويل العبارة.