سابعا: الإمام الداعي يحيى بن المحسن #
  قوة، لإبادة الإمام الأواه المنصور بالله عبد الله بن حمزة # لهم، ولهذا قيد الإمام الداعي ذلك بقوله «في يومي» فتأمل وتدبر كلام الأئمة، ثم بين حكما آخر بقوله:
  فإن أقروا بالضلال المحكي ... ولعنوا أسلافهم للشرك
  قبل اقتدار لزعيم الملك ... فتوبة قاطعة للشك
  أوْ لا، فقد قالوا بحسن الإفك
  يريد # بقوله (أو لا) - يعني فإن لم يقروا بضلالهم وتمكن منهم زعيم الملك الذي هو الإمام قبل توبتهم جاز له قتلهم، وإن جهروا بالتوبة بعد التمكن منهم فذلك لا يقبل منهم لأن من أصول مذهبهم أن الكذب واجب لدفع الضرر، وهذا معنى قوله (بحسن الإفك)، ثم ختم أرجوزته # بقوله:
  هذا الذي أقضي به وأعتقد ... أرجوزة من الإمام المعتضد
  حبرها عن سابق ومقتصد ... فيها بيان واضح لمنتقد
  والله حسبي وعليه أعتمد
  ولي ذنوب أنقضت من ظهري ... وعيل منها جلدي وصبري
  خوفاً من الموقف يوم الحشر ... أسأل رب العرش منشي القطر
  غفرانها فهو ولي الأمر
  ثم صلاة الله زارت أحمدا ... وآله أهل الصلاح والهدى
  ما راح بالوبل السحابُ وغَدَا ... وأرغم الله الطغاة الحُسَّدا
  أسكنهم قعر الجحيم أَبَدَا
  انتهت ولله دره ما أعذبها وأرقها وأجودها وأحسن عباراتها، فلقد دمغ بها هامات النواصب، وأخضع بها رقاب الروافض، ورد مزاعم الكاذبين عليه، والمتقولين فيه بما لم يقل