الأئمة المتقدمون $ والمطرفية
  ثم ذكر كلاماً مشابهاً لما نقلنا عن الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان، فلا وجه للتكرير، ثم قال:
  ومما يدل على كفرهم: أن القوم قالوا: بما يعلم خلافه ضرورة من الدين من المذاهب التي فصلناها فيما مضى، ومن خالف ما يعلم خلافه ضرورة من الدين فهو كافر بلا إشكال.
  ويدل أيضاً على كفرهم: أنهم سدوا على أنفسهم طريق العلم بالصانع الحكيم تعالى، بإضافتهم حدوث الأجسام بالإيجاب إلى غير الله تعالى، فلا يكونون عالمين بالله تعالى ولا موقنين به، ومن لم يكن عالماً بالصانع الحكيم ولا موقناً به فهو من الكافرين.
  ودليل أيضاً على كفرهم: وهو أنهم أضافوا القبائح إلى الله تعالى، بقولهم: إن انفلاق الرأس بالسيف وما أشبهه فعل الله تعالى، ومن أضاف الظلم والكذب والقبائح إلى الله تعالى فهو كافر بالإجماع.
  ودليل آخر: وهو أنهم يقولون: ما يعلم خلافه ضرورة من الدين غير ما مضى من نزول القرآن على محمد، ومن قولهم: بأن هذا المتلو ليس هو القرآن، وكذبوا رسول الله ÷، في قوله إنه القرآن، ومن قال كذلك فهو كافر بلا خلاف.
  ويدل على كفرهم أنهم قالوا: بأن هذا القرآن قول محمد # وكلامه لا كلام الله تعالى، وكذبوا قوله {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ}[النساء: ٨٢] وكل من فعل ذلك فقد كفر بلا خلاف من المسلمين.
  ودليل آخر وهو أنهم قالوا: بأن القرآن لم يبلغ إلينا، ولا بلَّغه رسول الله ÷ إلينا، وكل من قال بذلك فهو كافر بلا خلاف من الصحابة والتابعين وتابعيهم من المؤمنين.