القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الأئمة المتقدمون $ والمطرفية

صفحة 90 - الجزء 1

  ودليل آخر: وهو أنهم أبطلوا العلوم الضرورية كما قدمنا، ومن أبطلها فقد أبطل جميع الملة، ومن أبطلها فهو كافر بما هو معلوم من دين النبي ÷ ضرورة.

  ودليل آخر: وهو أن المعلوم ضرورة وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، وأن من فعل ذلك من أهل الشهادتين فإنه فعله حسن وواجب، فخالفوا ذلك وقالوا بقبحه من الفساق من أهل الملة، وردوا ما علم بالضرورة وما علم بنصوص القرآن الكريم، وكل ذلك كفر بالإجماع.

  ودليل آخر: وهو أنهم قالوا: بقبح حدوث الأمراض والآفات والعاهات، والذبّان والجعلان والديدان والسموم والموت، وقد ثبت أنه فعل الله تعالى، فمتى قالوا بقبحه كان قد قبحوا فعله ø، فلو ذكرنا الوجوه الدالة على كفرهم بأجمعها لطال الشرح، وفيما ذكرنا بينة على مالم نذكره.

  وإذا ثبت كفرهم، وصح شركهم، وجب أن يكفر من يواليهم، أو يقاربهم، أو يدانيهم، أو يوادهم، أو يُحابِهم، أو يعينهم أو يظاهرهم، أو يعظمهم أو يجادل عنهم، أو يهوى هواهم، أو يريد إراداتهم؛ لأن الله تعالى يقول: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}⁣[المجادلة: ٢٢] فإن الله تعالى نفى الإيمان بالله واليوم الآخر عمن كان مواداً وموالياً للكافر، فلا يخلو:

  أن يكون مراده أنه لا يكون مصدقاً بالله واليوم الآخر بلسانه وهذا محال؛ لأنه يعلم بالضرورة خلافه.

  أو يريد أن حكمهم حكم من لا يكون مصدقاً ولا عالماً بقلبه بتوحيد الله تعالى والبعث والنشور، وهذا هو الصحيح؛ لأنه لو لم يحمل عليه لخرجت الآية عن أن يكون لها معنى يُرد تأويلها إليه، وإذا كانت أحكامهم أحكام الكافرين ثبت أنهم من جملة الكافرين؛ لأنه