القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الأئمة المتأخرون عن المطرفية

صفحة 92 - الجزء 1

الفصل الرابع

الأئمة المتأخرون عن المطرفية

  اعلم وفقنا الله وإياك للهدى، وجنبنا مداحض الزيغ والهوى: أن أئمة أهل البيت $ متقدميهم ومتأخريهم، أخذوا علومهم عن آبائهم الطاهرين عن جدهم علي أمير المؤمنين، عن أبيهم محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وآله الطاهرين، عن جبريل الأمين، عن رب العالمين، فهم الذابون عن دين الله، والنافون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، خلفهم يتبع سلفهم، وآخرهم لا يخالف أولهم، ومتأخرهم يتبع متقدمهم، فهم على يقين من دينهم، وعلى بصيرة من أمرهم وعقيدتهم، فترى الإمام منهم يحذو حذو من تقدمه، ويحاول جاهداً أن يسير بسيرته، فطريقتهم واضحة، وأعلامهم لائحة، وحلومهم راجحة، فهم سلسلة متصلة متلاحمة، فلن تجد أحداً منهم اعترض على من سبقه في سيرة، أو تتبع له عثرة، أو أساء إليه في مقالة، بل كل واحد منهم يذب عن سيرة من تقدمه، ويدافع عنها بلسانه وقلمه، بل ترى الكثير منهم يحتج بفعل من سبقه، ويرد به على من نقم عليه واعترضه، فأعراضهم مصونة، ومن تتبع أخبارهم، واقتص آثارهم، علم صحة قولنا.

  وعلى الجملة فكما أنه ليس بين الأئمة المتقدمين خلاف في كفر من قال بتلك الأقوال، سواء المعاصرين للمطرفية أو المتقدمين قبلهم، للإشتراك في العلة التي من أجلها أجري الحكم على مثلها، فكذلك ليس بين الأئمة $ المتأخرين خلاف في ذلك الحكم.

  ومما يدل على ذلك ما يلي: