القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

الإمام المنصور بالله # مع المطرفية

صفحة 124 - الجزء 1

الفصل السابع

الإمام المنصور بالله # مع المطرفية

  قد تقدم فيما سبق أن المطرفية من فرق الكفر والضلال، وتقدم ذكر الأئمة وإجماعهم على تكفيرهم، وكذلك العلماء الأعلام من أهل البيت الأخيار وشيعتهم الأبرار، ولما كان الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة # هو الذي أيد الله به دينه، وحمى به شريعته، وأباد المطرفية على يديه، وأجرى فيهم أحكام الله، وأنفذ فيهم حد الله، وحاز الفخر في الدارين، وفاز بقصبة السبق في الميدان، كثر المعترضون الجهال من أهل البدع والضلال، وممن غرضهم إثارة الخلاف والجدال، توصلاً إلى عرض من الدنيا زائل، وهوى أورثهم حقداً وحسداً على أهل البيت المطهرين، أعمى الله بسببه أبصارهم، وران ما كسبوا على قلوبهم فغطى أفكارهم، يتعرضون لمن هو كالعسل الرضاب، وهم كالحنظل، وهو كالجبل الراسخ وهم كالطين المبتل، وهو كالبدر الزاهر وهم كالظلام الحائل الحالك، فعند ذلك قلنا عارض سيزول، فازداد الشر وقوداً فتنابحت الكلاب من كل جانب، وظهر كيد الروافض والنواصب، وكثر الإفتراء من الكواذب على الأئمة الأطايب، فاغتر بذلك من لا معرفة له واطلاع، ولا جري له في ميدان السباق، فعند ذلك رأيت أن أقوم بواجب الذب والدفاع، عن أعراض الأئمة والأتباع، الذين من أعلاهم في الإرتفاع، وأجلهم في باب الدين به انتفاع، الإمام المنصور بالله المجدد للملة عبدالله بن حمزة # لرد بعض حملات الظلم التي وجهت إليه، وحملت عليه، وإن كانت قد شنت عليه الغارات وهو في حياته، وكثرت الإعتراضات عليه في أيام دولته، فأجاب عن كل اعتراض بما يشفي السقام، ويكفي ويغني عن الكلام، وأودع ذلك كتباً كثيرة علينا بتعدادها، وعليك أيها