ثالثا: الإمام والمطرفية وجها لوجه
ثالثاً: الإمام والمطرفية وجهاً لوجه
  ولما استمرت المطرفية على طريقتها، ورفضت الرجوع إلى الحق وإلى أئمتها، والخروج عما هي عليه من نكثها وضلالتها، وكان الإمام # قد جرت بينه وبين الغز هدنة وصلح لمدة عشر سنوات عند ذلك استوى على المطرفية، وتدبر القرآن الكريم ومعانيه، فجمع من القرآن أربعمائة وسبعة وثلاثين آية محكمة لا تحتمل التأويل قد خالفتها المطرفية.
  ثم إن الإمام # أصدر الأحكام الشرعية، وأنفذ الأوامر الإلهية التي تقضي بها الملة على المطرفية - فحكم بقتلهم، وأجرى حكم الله عليهم - فقتل رجلاً منهم ناظر في المفاضلة فآل به الأمر والحال إلى أن قال - إن الله ساوى بين النبي واليهودي وما اختص نبيه ÷ بفضل، ولا اجتباه للرسالة، وأظهر ذلك فبلغ خبره الإمام فأمر بضرب عنقه. (السيرة المنصورية جزء ٢/ ٨٣٨).
رابعاً: استعانة المطرفية بالغز
  فعند ذلك اجتمعوا واشتوروا فقرروا الذهاب إلى وردسار، قائد الغز ليستعينوا به على الإمام #، فاستهزأ بهم، وسخر بحالهم، ورجعوا من عنده خائبين، ثم رجعوا إلى إظهار السب والأذى، وتحبير الأشعار والقصائد في سب الإمام، فتارة يقومون بإظهار مذهبهم، وتارة يكتمونه ويظهرون ضده فلم يثق الإمام # بشيء من أمرهم، ولا ركن إلى نفاقهم ولا اطمأن إلى حالهم لتصريحهم بالكذب، ثم إنهم قصدوا المجامع والأسواق ليحذروا من الإمام ويثبطوا عنه فلم يحصلوا من أمرهم على طائل، وانقلبت عليهم الأمور.
خامساً: المطرفية وإمامهم
  ثم إنه أجمع رأي المطرفية على أن ينصبوا لهم إماماً ويبايعوه ويجاهدوا الإمام المنصور بالله