القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

كتاب الأميرين إلى الأشراف

صفحة 139 - الجزء 1

كتاب الأميرين إلى الأشراف

  ونسخة الكتاب الذي إلى الأشراف:

  من عبدي الله داعيي أمير المؤمنين يحيى ومحمد ابني أحمد بن يحيى بن يحيى بن الهادي إلى الحق $.

  

  وصلى الله على محمد وآله وسلم، سلام عليكم، فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى، أما بعد:

  فإنكم من نصاب شريف، وبيت رفيع، وقد شتتكم جور الظالمين، وعدوان الجبارين تحت كل كوكب، وحملكم على أوعر مركب، وقد نجمت في الدين نواجم، وهجمت على الإسلام هواجم، من أهمها وأطمها كفر المطرفية، المبرز على كفر سائر البرية، وقد صرتم بين أظهرهم حلولاً، وفي أوساطهم نزولاً، والتبس علينا الحال فيكم، وارتاب كثير من المبطلين بسببكم، ولبست هذه الفرقة الضالة على كثير من العوام لأجلكم، وأوهموهم اعتقادكم لكفرهم، وانقيادكم لأمرهم، وقد ظهر الحق وعلت كلمته، ولاح فجره، واتضح أمره، بقيام قائم آل الرسول الداعي إلى الحق، والآمر بالإيمان والصدق، وهذا أمر قد طلب منا، وكرر إسفاره علينا، وجاءت كتب المطرفية وغيرها من منتحلي الإسلام والمحققين مطردة، ورسلهم متواترة مراراً، يطلبون القيام منا، ويعدون النصرة لنا، وبذل الأرواح والأموال بين أيدينا، فلما رأينا الرخصة في الوقوف، والعذر عند الله سبحانه في الإمساك، لم يستفزنا طلب الدنيا ولا حب الرئاسة والملك، بعد أن بذلت لنا الملوك ممالكها، وعرضت ذخائر كنوزها، فأعرضنا عن ذلك إعراض الزاهدين عن الدنيا،