ثانيا: باب العدل
  ومنها قولهم: إن العلوم الضرورية فعل العبد، وإن الحفظ والنسيان كسب.
  انتهى كلام القاضي رحمة الله عليه، فهذه بعض أقوالهم في باب التوحيد.
ثانياً: باب العدل
  قال القاضي بعد أن حكى مذهب أهل الإسلام:
  وقالت المطرفية في ترتيب مذهبها في العدل: بأن الله تعالى عدل حكيم، ومن عدله أنه لا يخلق المضار ولا المنفرات، ولا شيئاً من المهلكات.
  قالوا: فهو منزه عن أن يخلق الذباب والذئاب والسباع الضارة والكلاب، ولا الحراشات ولا الأمراض، ولا الجذام، ولا شيئاً من العاهات، ولا الخنثى، ولا ما يخالف الذكر والأنثى، أو يكون زائداً من الأعضاء أو ناقصاً، وما يستنكر من الأشياء كالأصبع الزائدة، والألسن الزائدة، والصورة الشويهة، والألوان المنفورة، واعوجاج القدم، وانفطاس الأنف، والمفاضلة في الأشياء المحتاج إليها بغير استحقاق، قالوا بأن ذلك كله ليس من خلق الله، ولا إرادته ولا من صنعه، ولا من حكمته.
  قالوا: ولهذا قلنا: إن الله تعالى لا بد أن يساوي بين عباده في ستة أشياء: في الخلقة والرزق والموت والحياة والتعبد والمجازات، وأنه وإن خالف بين عباده في ستة أشياء في الصورة والهيئات والتسامي واللغات والألوان والصفات فمساواته فيما ساوى عدل، ومخالفته فيما خالف حكمة.
  قالوا: ولهذا قلنا إن كثرة الرزق بالطلب لا من الله تعالى.
  قالوا: وما نبت من البذر المغصوب فليس من الله تعالى، وهو قبيح وإنما حصل بالإحالة.
  إلى قوله: وقالوا: ولد الزنا ليس من خلق الله لأنه قبيح، وإنما حصل بالمادة.