القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

كلام الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان #

صفحة 52 - الجزء 1

  وللخير فاعل، وفاعل الخير لا يفعل الشر أبداً، وفاعل الشر لا يفعل الخير أصلاً.

  قلنا لهم: ما النافع الضار المحيي المميت المعافي المبتلي، إلا واحد لا ثاني معه، فبهذا ضاهوا⁣(⁣١) الثنوية.

  وأما المجوس: فلأن المجوس قالوا: الأمراض والآلام من الشيطان، وقد ناظرتنا المطرفية لذلك مراراً وأسفاراً، واحتجوا بقوله تعالى {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ٤١}⁣[ص].

  وأما شبههم باليهود: فلأن اليهود قالوا {مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ٩١]، وبهذا قالت المطرفية لأنهم نفوا نزول القرآن وسواه من الكتب المكرمة، فرد الله عليهم بقوله لنبيه {قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ}⁣[الأنعام: ٩١].

  وأما مشابهتهم للنصارى: فلأن النصارى أثبتوا ذاتاً وصفتين، وقالوا هي شيء واحد، وبأضعاف ذلك قالت المطرفية، فإنهم جعلوا للباري تعالى صفات قديمة، وقالوا هي هو، فأثبتوه أكثر من واحد، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

  ثم وافقوا أهل الضلال من فرق الإسلام، وخالفوا المحقين في مسائل كثيرة ذكرها الإمام المتوكل على الله ø، فلنذكر منها على جهة التأكيد والإعادة.

كلام الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان #

  فنقول: قال الإمام المتوكل على الله ø أمير المؤمنين أحمد بن سليمان بن الهادي إلى الحق $ في كتاب (الهاشمة لأنف الضلال، من مذهب المطرفية الجهال)،


(١) المضاهات: هي المشابهة والمماثلة.