موافقة المطرفية لأقوال الباطنية
  يَعُدُّ خطأهم الزايد على خطأ الملحدة الدهرية(١)، وعلى خطأ المجبرة(٢) القدرية، وبين ذلك في عشر مسائل بعد حكاية مذاهبهم التي ينقض بعضها بعضاً، وذكر منها خمسة عشر خصلة، بعد ذكر موافقتهم للملحدة الطبيعية في عشر خصال، وبعد ذكر موافقتهم المجوس والثنوية في أربع خصال، وبعد ذكر موافقتهم لليهود في سبع خصال، وبعد موافقة من النصارى في خصلتين، وبعد موافقتهم لعبدة الأثان من الكفار في خمس خصال، وبين # ذلك بياناً يشفي غليل الصدور، ويوضح ملتبسات الأمور.
موافقة المطرفية لأقوال الباطنية
  فقال #: ومن ذلك مقالات شاركوا فيها أهل الضلال من هذه الأمة، وهي سبع عشرة خصلة.
  فمنها: أربع خصال من مقالات الباطنية(٣) ومن جرى مجراهم شاركوهم فيها مع مشاركتهم لهم في العشر الخصال التي شاركوا فيها الطبيعية، لأن مذهب الكل في ذلك
(١) الدهرية: منسوبون إلى القول بالدهر أي - قدمه وتأثيره في العالم وتدبيره - وانه ما أبلى الدهر من شيء أحدث شيئا آخر، وقد حكى الله عنهم حيث يقول: «وما يهلكنا إلا الدهر».
(٢) المجبرة: هم الذين يقولون: أن الله أجبر العبد على فعل المعصية. والقدرية: هم الذين يقولون: ان المعاصي بقضاء الله وقدره، وهم ينسبون إلى الله كل قبيح وفاحشة، ولهم فرق كثيرة منها: الضرارية، والنجارية والكرامية والبكرية والجهمية والكلابية، ولهم أقوال فاسدة ومعتقدات رديئة باطلة ذكرها المنصور بالله عبد الله بن حمزة # في كتابه (الشافي) وهي تدل على أنهم لا يتمسكون من الإسلام إلا بالاسم فقط.
(٣) الباطنية: سموا بهذا الاسم لقولهم: أن كل ظاهر باطنا لا يطلع عليه إلا الخواص، وهم في الحقيقة خارجون عن الإسلام لإنكارهم الخالق تعالى، وإنكارهم البعث، ولهم أقوال لا يقبلها العقل، وقد رد عليهم الإمام يحيى بن حمزة # في كتاب (مشكاة الأنوار) وذكر أقوالهم و الرد عليها، ومع ذلك يزعمون أنهم من الشيعة.