موافقة المطرفية للمشبهة
  واحد.
  فالأولى من هذه الأربع: إنكارهم بعث البهائم يوم القيامة، وإنكارهم لذلك ظاهر منهم، وفيه رد لما ورد به القرآن الكريم من قوله تعالى {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ٥}[التكوير].
  والثانية: تأويلهم لآيات القرآن الكريم الذي يخالف مذهبهم على غير التأويل الصحيح الذي يشهد به الظاهر كما تفعله الباطنية، وفي ذلك إبطال الأدلة، ووقوع اللبس العظيم.
  والثالثة: قولهم: إن الإمام يجب أن يكون أعلم الناس، وأزهدهم، وأشجعهم إلى غير ذلك من الصفات التي يسدون بها باب الإمامة كما تقول الباطنية.
  والرابعة: قولهم بجواز شيء من الكذب، نحو أن يجلب به نفع، أو يدفع به ضرر، كما تقوله الخطابية، وهم فرقة تقرب من الباطنية بل ربما تقول المطرفية بوجوب شيء من الكذب، و يزيدون على الخطابية في هذا الباب، ويخالفون القرآن، ويجانبون الإيمان.
موافقة المطرفية للمشبهة
  ومن ذلك خصلتان تمسكوا بهما من مذاهب المشبهة:
  فالأولى: إيثار التقليد على النظر في الدليل، وهذا ظاهر بينهم بل ربما تلزم أحدهم الحجة فلا يدفعها إلا بقوله: قد كان مشائخنا المتقدمون على هذا المذهب فلا نخرج عنه، وهي طريقة المشبهة.
  والثانية: قولهم إن أسماء الله هي ذاته، وذلك ظاهر بينهم، وهو مذهب الكرامية، وهم قوم من المشبهة، فجعلوا الله سبحانه أسماء معدودة، وأبطلوا التوحيد لذلك تعالى الله عما يقولون.