القاضب لشبه المنزهين للمطرفية من النواصب،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

موافقة المطرفية للمجبرة القدرية

صفحة 55 - الجزء 1

موافقة المطرفية للمجبرة القدرية

  ومن ذلك ثمان خصال تمسكوا بها من مقالات المجبرة القدرية:

  الأولى منها: قوله إن جميع ما وجد في المظلوم من الجراح والآلام عند ضرب السيوف وطعن الرماح ونحو ذلك: فعل الله تعالى لقولهم: إن فعل العبد لا يعدوه، فأضافوا إلى الله سبحانه الظلم القبيح، ووافقوا المجبرة في ذلك، تعالى الله عما يقولون.

  والثانية قولهم: إن الله سبحانه قد يفعل كثيراً من الكذب الصريح، و هو ما يوجد في الكهوف والجبال إذا قال كاذب يقر ببعضها (الله ثالث ثلاثة) فسمع من حاشية الخيل مثل هذا الكلام، فهو عندهم فعل الله سبحانه كما تقول ذلك المجبرة، فينسبون إلى الله سبحانه فعل القبائح تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

  والثالثة قولهم: إن جميع أفعال البهائم فعل الله سبحانه نحو نهاق الحمير، ونباح الكلاب، وما أشبه ذلك، فنسبوا إلى الله سبحانه العبث القبيح، ووافقوا المجبرة على ذلك.

  والرابعة قولهم: إن الله سبحانه قد قضى على العاصي بفعل الواجبات على معنى أنه أمر بها، وهي عندهم معاص باطلة، ويكون الله قد قضى بالباطل كما يقوله المجبرة تعالى الله الذي لا يقضي إلا بالحق والعدل والإحسان.

  والخامسة قولهم: إنه تعالى مريد لما يحدث في المظلوم من الجراح، وضرب السيف، وطعن الرمح من حيث أنه فعله عندهم، فكل فعل له فهو مراد له، ويكون مريداً للظلم على أصلهم الخبيث، تعالى الله الذي لا يريد ظلماً للعباد.

  والسادسة: نفيهم للعوض على ما أصاب المؤمنين والأطفال من المضار في النفوس والأموال كما تنفيه المجبرة، وفي ذلك إضافة الظلم إلى الله سبحانه وتعالى عنه علواً كبيراً.