الشبهة الرابعة
  ولو ذكرنا كل مسألة والرد عليها من كلام الإمامين القاسم والهادي لطال الكلام، وهو موجود بحمد الله في أقوالهم، معلوم بأدنى بحث لمن تتبع كلامهم، ومن الله التوفيق.
الشبهة الثالثة
  قالوا: إن ما تذهب إليه المطرفية في مسألة الأصول الأربعة، هو عين مذهب أبي القاسم البلخي، ومنهم من يقول مذهب النظام.
  والجواب عن ذلك من وجوه:
  أولاً: أن القول المخالف المخطئ خطأ، ممن كان، وممن صدر سواء قال به البلخي أو النظام أو غيرهما، وليس قول النظام ولا البلخي بحجة يجب اتباعها، بل ولا حتى يحسن الإستدلال والإحتجاج بها.
  ثانياً: إن مثل هذه المقالة عند التحقيق، تشبه مقالة النظام، وقد كفانا المؤنة في الإنكار عليه والرد علماء المعتزلة، كأبي الهذيل، وأبي علي الجبائي، والإسكافي، وجعفر بن حرب وغيرهم، حتى صرح بعضهم بكفره بسبب ذلك القول كما ذكره عبد القاهر الجرجاني في كتاب (الفرق بين الفرق، فراجعه).
الشبهة الرابعة
  قالوا: إن ما حكي عن المطرفية من أقوال، من رواية خصومهم وهي لا تقبل فيهم، لأنها لا تقبل دعوى الخصم إلا ببينة.
  فالجواب عن ذلك بأن نقول: تأمل أيها المطلع الكريم تناقضهم في الإعتراضات والشبه، فتارة يتبنون ما حكي عنهم ويتعللون بأنه مذهب فلان وقول فلان، وتارة ينفون