سادسا: الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة #
  واعتزلوا في شعاب سموها هِجَرَاً، وحكموا فيها بغير ما أنزل الله تعالى، {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ٤٤}[المائدة]، وظنُّوا أنهم تميزوا بها عن بلاد العوام، ولم يشعروا أنهم أخرجوها عن جملة دار الإسلام. إلى قوله #:
  بل يجري على كل من قال بما حكيناه عنهم من المقالات جريان أحكام الكفار، فلا تحلُّ مناكحة من قال بها، ولا يكون وليَّاً للمسلمة في النكاح، ولا يحل أكل ذبيحتهم، ولا يرث أحداً من المسلمين، وينجس كل ما لامسه من الأشياء الرطبة على المعمول عليه من مذهب الهادي والقاسم @، ولا يجوز قبول شهادة واحد منهم في شيء من الأحكام، لفساد ما هم عليه، ولما يستحلونه من الكذب، ولا يجوز دفع الزكوات ولا النذور إليهم، ولا غيرها من الوصايا والحقوق إليهم، ولا يجزي صرف شيء من ذلك إلى أحدٍ منهم، بل يجب عليه الغرم، ولاسيما بعد هذا البيان، وعلى الجملة الواجب أن يحكم فيهم بأحكام الكفار.
سادساً: الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة #
  هو الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان بن علي بن حمزة بن أبي هاشم À وسلامه أجمعين، وإنكاره على المطرفية، وتكفيره لهم وجهاده إياهم وقتلهم مشهور، ويعود إليه # الفضل في تطهير البلاد منهم، وقد جدد بحمد الله معالم الدين، وجاهد أعداء الله المفسدين، وإن رغمت من ذلك نفوس المفسدين، وورمت أنوف الجاحدين والحاسدين، وقد وضع من جانبه أعداؤه بما به رفعوه، وألانوا من جانبه بما به أصلدوه، وقد أيده علماء عصره الزيدية - دون المطرفية - وقاموا بنصرته والذب عنه والجهاد بين يديه، والتحذير من المطرفية، وجهادهم وحث الناس على قتالهم، ودافعوا عن الإمام # نظماً ونثراً، وسراً وجهراً، فلم يستطع الجاحدون لشمسه #