4 - ترثية السيد الحميري
  شرفي العظيم ومفخري أني لهم ... عبد وحق بمثل ذا أن أفخرا
  لن يعتريني في اقتفاء طريقهم ... ريب يصد عن اليقين ولا امترى
  هذي عقيدتي التي ألقى بها ... رب الأنام إذا أتيت المحشرا
  إني رجوت رضا الإله بحبهم ... وجعلته لي عندهم أقوى العرى
  يا أيها الغادي المجد بجسرة ... يطوي السباسب رائحا ومبكرا
  جز بالغري مسلماً متواضعاً ... ولحر وجهك في ثراه معفرا
  حيث الإمامة والوصاية والوزارة ... والهدى لا شك فيه ولا مرا
  وألمم بقبر فيه سيدة النساء ... بأبي وبأمي ما أبر وأطهرا
  قبل ثراها عن محب قلبه ... ما انفك جاحم حزنه متسعِّرا
  متلهف غضبان مما نالها ... لا يستطيع تجلدا وتصبرا
  ذهبت بنحلتها البغاة وأظهروا ... سرا لعمري كان قدماً مضمرا
  وأفض إلى نجل النبي محمد ... والسبط من ريحانته الأكبرا
  من طلق الدنيا ثلاثا واغتدا ... للضرة الأخرى عليها مؤثرا
  مستسلما إذ خانه أصحابه ... وعراه من خذلانهم ما قد عرا
  واستعجل الرجس ابن هند موته ... فسقاه كأساً للمنية أعفرا
  وقل التحية من سميك من غدا ... بكم يرجى ذنبه أن يغفرا
  وبكربلاء عرج فإن بكربلاء ... رمماً منعن عيوننا طعم الكرى
  حيث الذي حزنت لمصرعه السماء ... وبكت لمقتله نجيعا أحمرا
  فإذا بلغت السؤل من هذا وذا ... وقضيت حقا للزيارة أكبرا
  عج بالكناسة باكياً لمصارع ... غر تذوب لها النفوس تحسرا
  مهما نسيت فلست أنسى مصرعا ... لأبي الحسين الدهر حتى أقبرا