القول الأزهر شرح وسيلة الإمام المطهر في مدح وخصائص سيد البشر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[مقدمة القصيدة]

صفحة 12 - الجزء 1

  الله تعالى، ومعناه: المجازي والمحاسب، (في سور القرآن)، فكل مدح يحتقر ويصغر عند مدح القرآن.

  خليدُ فكري في الإطنَابِ فِيهِ وَهَنْ

  حيرانُ في لُجَجِ الأفكارِ حِلفُ مِحَنْ

  عن منهجِ الرُّشدِ نآءٍ مِن أَضَرِّ زَمَنْ

  لَكِنْ شِفَاءُ نُفُوسٍ ذِكْرُ أفضلِ مَنْ ... سِيقَتْ لَه بعدَ ذِكرِ الخالِقِ الذِّكَرُ

  الخليد: أي الخَلَد - بالتحريك -، وهو البال والقلب والنفس، وخليد الفكر: هو الفكر من إضافة الشيء إلى نفسه، والإطناب: التطويل، والوهن: الضعف والعجز، وحلف محن: أي حليف، أي ملازم للمحن، والنأي: البعد.

  والمعنى: فكري فيه عجز وضعف عن التطويل، وهو حائر في غمرات الأفكار، وهو ملازم للمحن، وبعيد عن طريق الرشد، بسبب الزمان وشدته، وهو إشارة إلى حاله # أثناء إنشائه للقصيدة، حيث كان في السجن كما ذكرنا ذلك في الترجمة، فإذا كانت القصيدة بهذه الفصاحة الرائقة، والبلاغة الفائقة، مع كونه # مشغول البال، كثير الهموم، كيف يكون حالها لو كان خالياً من ذلك.

  والذِّكَر: - بكسر الذال المشددة، وفتح الكاف - جمع الذِّكْر - بسكون الكاف - وهو: الثناء والصيت الجميل الحسن، والشرف.