القول الأزهر شرح وسيلة الإمام المطهر في مدح وخصائص سيد البشر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

[سجن الإمام المطهر]

صفحة 6 - الجزء 1

  الناصر بن محمد، ووقع بينهم نزاع وخلاف.

[سجن الإمام المطهر]

  كان أسر الإمام التوكل على الله المطهر في موضع يسمى قريش من قاع جهران، وهو متوجه إلى صنعاء، أسره الإمام الناصر بن محمد، وأمر به إلى الريعة، وبقي فيها مسجوناً مدة، فرأى في المنام رسول الله ÷، وهو يقول له: لن تخرج من السجن حتى تنشئ قصيدة في مدحي، بهذا أو معناه، فأنشأ الإمام هذه القصيدة التي في أثناء هذا الكتاب، ولم يلبث بعدها إلا ثلاث أيام ويسر الله خروجه.

  وقيل بأن القصيدة لما بلغت إلى صنعاء إلى الناصر وقرأت عنده، قال أحد وزراء الناصر: انظروا في السجن فسترونه قد خرج منه ببركة هذه الوسيلة، فنظروا فإذا به قد خرج، وذلك أنه كان يعلم ولداً لمتولي السجن، فعلمه القرآن، فجعل الولد مكفأته له أن يسعى في خلاصه من السجن، فتمكن من فك حلقة من حلق القيد، وحمله على ظهره ليلاً كيلا يسمع الحرس صوت حديد القيد، حتى خرج به من البلاد التي تحت ولاية الناصر، وأدخله إلى بلد أخرى، فحاول بعض الحرس والجنود اللحاق به، ولكن أهل تلك البلاد منعوهم من ذلك، فرجعوا خائبين.