السابع: هزيمة الغز في محاولتهم حرب ظفار
  بخرقان مستبشرين بأخذه قاطعين على غلبته، حتى أن وردسار أقسم لسنقر الأيمان المغلظة: لا وَقَف فيه أهلُه، وليقتلنهم بكرةً أشر قتلة.
  وجهز العسكر آخر نهاره، وفرق فيهم النشاب، وأعدوا السلاح من الغوارم والجفاني والطوارق والشروخ والفياس العربية، والآلات القوية، وأخربوا قرية صولان بالقرب من الحصن، وقد أذموا على أهلها، وأخذوا أخشابها، واستخدموا منها معارج يطلعون عليها بزعمهم، ومدارع يخربون بها.
  ولما رآهم بعض من حضر، وما أظهروا في محطتهم من القطع على أخذ الحصن، كتب كتاباً إلى الشيخ دحروج على وجه النصيحة له يأمره بتحريق ما في الحصن، وتبديد ما فيه من الحبوب وغيرها، والنجاة بنفسه وبمن معه من تحت الليل، فإن القوم آخذون الحصن لا محالة، فكتم الكتاب ولم يحفل بما جاء فيه.
  ونهضت المحطة على نصف من الليل، ومضوا على نقيل العقل، فلما استبطنوا الوادي ضربوا الأشجار بالنيران في أسفله، يوهمون أنهم يريدون شوابة، وحطوا في شرقي الحصن.
  وشرعت خيلهم ورجالهم في صعود الجبل، فما طلع الفجر إلا وقد طوقوا الحصن بالخيل والرجال، ولا علم لأهله بهم، حتى أشرف رجل من قبلي الحصن، فظن أن الخيل لكثرتها ماعز تريد الانحياز إلى الحصن من الغز، فاستبان بعد انتشار الضوء أنها خيل.
  ثم ترجلوا عنها وطلعوا الشعب الغربي، وقصد معظم العسكر وثقله جهة الجانب الغربي، فكان أولهم في المغربة قدام الحصن، وآخرهم في موضع يسمى