السابع: هزيمة الغز في محاولتهم حرب ظفار
  ووقعت جراحات كثيرة لم يمت منها أحد تحت الحصن، وكانوا يخفون موتاهم بعد ذلك.
  ولما حمي عليهم النهار، وطلبوا الماء فلم يجدوه؛ أصابهم الظمأ الشديد، فبلغت الشربة درهماً وأكثر، فانقبضوا من القتال، ولا سبيل لهم إلى محطة على الحصن، فانقلبوا خاسرين، وما أصيب من أهل الحصن سوى ثلاثة رجال إصابات خفيفة محتملة.
  وانحدروا من أعلى الشعب المقابل للحصن من غربيه يركب بعضهم بعضاً، وهو موضع صعب المسالك لا يكاد الإنسان يسلكه وهو آمن إلا على مشقة شديدة، وجعلوا العرب على رأس الشعب يحفظونهم من غارة الحصن، وما أيقنوا بسلامة حتي بلغوا إلى محطتهم على أشر قضية يسبون ظفار وأهله، ويتلاومون بينهم، ويلعن بعضهم بعضاً.
  فلما تولوا من القتال طلب جماعة من الجند الذين بظفار لحاقهم بعد انحدارهم من رأس الشعب، فمنعهم الشيخ دحروج من ذلك، ولم يساعدهم إليه، وأمر بإغلاق الباب خوفاً من فساد بعضهم أن يخرجوا من الحصن فلا يعودون إليه.
  وكان رجل منهم قد خرج وترك سلاحه قبل القتال فلم يَعُدْ، وسمح بسلاحه فخشي منهم ذلك فأمسكهم، وظن أن الغز يعودون للقتال، فأمسوا في محطتهم.
  وانتدب الشيخ جماعة ممن يثق به، فانحدروا في الليل، وأمسوا يرمونهم ليلتهم، فلما أصبح نهضوا وهم ملازمون لهم حتى توجهوا أسفل الوادي قاصدين شوابة، فلبثوا بها خمسة أيام.