القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

من وصايا الإمام #

صفحة 111 - الجزء 1

  ولا تُفْشِ له سِراً، ولا تُبْدِ لهُ خبراً، ولا تذكرْ له شيئاً مما تعيبُهُ فيه لقريبٍ ولا بعيدٍ.

  وتجتهدُ في تعظيمِهِ ما استطاعتْ، ولا تنازعْهُ، ولا تشاره ولا تُمَارهِ.

  إِنْ تَرَفَّعَ تواضعتْ، وإنْ قسا لانتْ، حتى تَنْحَلَّ سَخِيمتُهُ، وتَلينَ شكيمتُهُ، ولا تُشِعرْهُ أنَّ أحداً أعلى منه قدراً، فإنْ كان عاقلاً فهو يعرفُ مَنْ فَوقَهُ، ومَنْ مِثلهُ، ومَن دونَهُ، وإنْ كان جاهلاً فتحَ ذلك بابَ الشرِّ من قِبَلِهِ، لأنَّ للرجلِ نخوةَ الظهورِ على المرأةِ، وأقصى مراده أن يتقررَّ عنده أنَّ نفسَهَا لا تطمعُ إلى الملكِ في مَنْ دونَهُ، فإنْ وقعَ ذلك في نفسِهِ تَّكَدَّرَ عيشُهُ، ولم يُؤمنْ طَيشُهُ.

  وعليها أنْ تُبَاشِرَ خِدْمَتَهُ بنفسها، ولا تَكِلَ ذلك إلى غيرِها، لأنها سَكَنُهُ وأُنْسُهُ، ونَفْسُها مشتقةٌ من نَفْسِهِ، هذا في خدمتِهِ التي تخصُّ نَفْسَهُ من طعامِهِ وشرابهِ وفراشِهِ ومنامِهِ.

  وأنْ تقومَ على سائرِ الأعمالِ بالنَّظَرِ والأمرِ والتفقدِّ والاستنابةِ، ولا ترضى في الأعمالِ من الجَوارِ والمُسْتَخْدَمَاتِ بل تشدُّ في ذلك نهايةَ الشدةِ حتى تستمرَّ الأحوالُ على الاستقامةِ.

  ولتتفقدِ الطعامَ عند النقو، والطحنِ، وعند العجنِ، فإذا انتهى إلى حالِ الخبزِ فقدِ انقطعتْ عنه الصنعةُ، فإن كان رديئاً لم يُمْكِنْها استدراكَ فائتهِ، وإحياء مائتِهِ.

  ولتتفقدْ آنيةَ الماءِ، وآنيةَ العجينِ والطحنِ والرحى بالتطهيرِ والتنظيفِ، وتأمرْ من معها بالطهارةِ فإنا سمعنا من أهلِنا أنَّ أكلَ الطعامِ المتنجسِ يقسي القلوبَ، وأحسبُهُم ما قالوه إلا وهو يُرفعُ إلى النبي ÷، ومن علمَ