الإمام # والمطرفية
  كانت له مسألة، أو أمر من الأمور، وأراد البحث عن ذلك والمطالبة بإزالة ما عنده، فإنه جار لي ما تلحقه معرة ولا مضرة.
  ثم تكلم الإمام # بكلام متسع، وقال في أثنائه بعد ذلك:
  تكلم هذا الأمير بما هو أهله، ونشر من الفضل ما هو فرعه وأصله، فإن الله يجزيه خيراً عن الإسلام، فلقد تحمل من المشقة في إعزاز الدين، ووطن النفس على الاصطبار رغبة فيما عند الله سبحانه، وأنتم تعلمون ما فرض الله عليكم من طاعة القائم من عترة نبيكم، وأوجب عليكم من الوفاء ببيعتكم، وما ألزمكم من الجهاد في سبيله، فلا جاهدتم في سبيل الله بأموالكم ولا بأنفسكم، ولا أطعتم أمر إمامكم، وليته مع ذلك يسلم من لسع ألسنتكم، ثم تركتم صلاة الجمعة المفروضة عليكم، التي من تركها جهلاً بها واستخفافاً لحقها وله إمام عادل فلا جمع الله شمله، ولا بارك له في أمره، ولا صلاة له، ولا زكاة له، ولا حج له، ولا صوم له، ولا جهاد له، إلا أن يتوب فيتوب الله عليه وهو التواب الرحيم، وأنتم تعلمون أن لكم شروطاً في هجركم من تأخر عنها أزعجتموه عن قراره، هذا في مغرم أو لعذر مانع، فتغلظون عليه، ولا تعذرونه من الانتقال، فكيف بمن يقطع فرضاً واحداً من صلاة أو زكاة أو حج أو صوم أو جهاد، فيجب أن تكون الشدة عليه أكبر والتغليظ أشد، فكيف وقد صرتم في حكم من قطع هذه الفروض بترك صلاة الجمعة للخبر الذي رويناه، فما عذركم عن إقامة الجمعة وهذا شيخكم أحمد بن أسعد الفضيلي ومقدمك وعالمكم قد بايع وتابع وما ظهر منه إلا الطاعة، وقد