الإمام # والمطرفية
  اختبر بعلم وسأل عن معرفة، وهذا باب السؤال مفتوح فمن كان معه منكم شك فليزله باليقين، ولا تتعصبوا لمذهب بغير دليل.
  فأجابه الشيخ أحمد بن أسعد الفضيلي بكلام وخبر وقال:
  يا مولانا إنا باقون على البيعة غير شاكين ولا معارضين، ولكن عاقت عوائق من مرض وقلة ذات يد وضعف حال عن الوصول للجهاد.
  فقال الإمام #: أما من عذره الله فهو معذور، فهل بقي عندكم شك في أمرنا؟
  فقال الفضيلي: أما أنا يا أمير المؤمنين فما عندي شك من قبل ولا من بعد.
  فسأل كل واحد منهم على الانفراد وهو يشير إليه بأصبعه هل بقي عندك شك أو عليك شبهة، فيقول: أبداً ما بقي شك، حتى أتى على آخرهم، فكان جوابهم في ذلك واحداً.
  فقال #: اشهدوا عليهم يا من جمعه مجلسنا. انتهى.
  فهذه ثلاث بيعات مشهورة مشهودة، في حشود محشودة، وجماعات وافرة موجودة، دعك عما سواها من البيعات لآحادهم، فهي كثيرة جداً.
  وقد بين الإمام ذلك في مقصورته الشعرية حيث قال: -
  فجاءني كل بني مطرف ... تقودهم شيوخهم شمط اللحى
  فقلت هذي توبة ... قد طمست منه فعلهم ما قد مضى
  وقوله:
  جاءوا إليَّ كأن الطير فوقهم ... لا يرفعون خشوعاً شاخصي البصر