القول المشهور في ترجمة الإمام المنصور،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

دعوتا الإمام # الصغرى والكبرى

صفحة 32 - الجزء 1

  الثاني، وقرب من الحصن إلى موضع مكان مرتفع يسمى (المرقب).

  ج: تفصيل الوقعة:

  فلما كان اليوم الثاني وهو يوم الجمعة الذي واعدهم الإمام فيه أمر بالصارخ في مخاليف ميتك فأقبلوا إليه، فوعظهم وحضهم على القتال والجهاد، فأمر الأمير إبراهيم بن يحيى بالتقدم في طائفة من العسكر إلى قلعة بني حماد، والأمير يحيى بن حمزة كان قد لزم قلعة المكرم، فلما توافى الناس أمرهم بالقتال فأحاطوا بالحصن من كل جانب، وكان فيه عدة وافرة من أهل الديوان، وأهل البلد الراغبين في تقوية الظلم، وجاءتهم مادة من (قرن شاور) فمنعهم الأمير إبراهيم ومن معه وردهم على أعقابهم، واشتد القتال إلى نصف النهار، وكثرت الجراحات في أهل الحصن، فطلع عليهم منصور عبد الإمام # وكان غلاماً جيد الرمي لا يكاد يخطئ ولم يزل القتال إلى الليل، فلما كان بكرة يوم السبت نهض الإمام بنفسه فلما رأوه أعلنوا بالتهليل وسألوه الأمان فأمر إليهم براية، وأراد أهل البلاد قتلهم فمنعهم من ذلك الإمام #، ودخل الإمام عليهم الحصن وحده ومعه خادم له، وهم سبعون رجلاً الذين بقوا في الحصن، فبايعه أهل الحصن ومَنَّ عليهم وأخرجهم بسلاحهم، فلما ملك الإمام الحصن واستقر أمره فيه قال لأهله: «قد ملكت هذا الحصن ولكم فيه العمارة ولست أقيم فيه إلا بإذنكم، فإن أذنتم وإلا خرجت». فقالوا بأجمعهم: «رضينا، أزلت منا الخوف وأمنتنا من الحرب» فأقام في الحصن سنتين وثلاثة أشهر يحارب الظالمين، وسار في البلاد سيرة حسنة، وأمنوا على أنفسهم وأموالهم ووجدوا راحة العدل والإنصاف.