الروضة الندية في حقيقة الزيدية،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

المسلك الثاني: في بيان عقائد الزيدية

صفحة 54 - الجزء 1

  ثانياً: أن المعلوم أن قضاء الله حق، كما قال تعالى {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ}⁣[غافر: ٢٠]، والمعلوم إجماعاً أن المعاصي باطل كما قال تعالى {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ٨١}⁣[الإسراء]، فلو كانت المعاصي بقضاء لكانت حقاً.

  والقول بالقضاء والقدر هو مذهب القدرية التي ورد الذم لها على لسان النبي ÷، في أخبار كثيرة، منها ما يلي:

  ١ - روي عن النبي ÷ أنه قال «لعنت القدرية والمرجئة على لسان سبعين نبياً قيل: ومن القدرية يا رسول الله؟ قال: قوم يزعمون أن الله تعالى قدر المعاصي عيهم وعذبهم عليها، قيل: ومن المرجئة؟ قال: قوم يقولون الإيمان قول بلى عمل».

  ٢ - روي أن رجلاً قدم على النبي # من فارس فقال النبي «أخبرني بأعجب ما رأيت»، قال: رأيت قوماً ينكحون أمهاتهم وبناتهم وأخواتهم، فإذا قيل لهم: لم تفعلون؟ قالوا: قضاه الله وقدره، فقال ÷ «أما إنه سيكون في آخر هذه الأمة قوم يعملون المعاصي ويقولون الله قدرها عليهم، الراد عليهم كالشاهر سيفه في سبيل الله».

  ٣ - وعن الأصبغ بن نباتة، قال: قام شيخ إلى علي بعد انصرافه من صفين فقال: أخبرنا عن مسيرنا إلى الشام أكان بقضاء الله وقدرة؟ فقال ¥: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما وطئنا موطئاً ولا هبطنا وادياً ولا علونا تَلْعةً إلاَّ بضاء وقدر) فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي ما أرى لي من الأجر شيئاً، فقال له: (مه أيها الشيخ بل أعظم الله أجركم في مسيركم وأنتم سائرون وفي