المسلك الثاني: في بيان عقائد الزيدية
  فلا بد - على قولهم - من بلى.
  فيقال لهم: أتريدون ذلك فإن قالوا نعم، خرجوا من الدين، وإن قالوا: لا، قيل: فكيف تنزهون أنفسكم عما وصفتم به أحكم الحاكمين.
  ومحل البسط في هذه المسألة في كتب الأصول مستوفاة فارجع إليها.
  المسألة الرابعة: في جزاء الأعمال
  مذهب الزيدية عموماً: أن الله تعالى لا يثيب أحداً إلا بعمله، ولا يعاقبه إلا بذنبه.
  وقال أهل الجبر: يجوز أن يعذب الأنبياء بذنوب الفراعنة ويثيب الفراعنة بطاعة الأنبياء.
  والجواب عنهم كما يلي:
  ١ - أن القرآن الكريم يقضي بما ذهب إليه الزيدية، كما قال تعالى {وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام: ١٦٤]، وقال تعالى {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ٣٩}[النجم]، وقوله تعالى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}[الزلزلة]، وقوله تعالى {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ٣٠}[آل عمران]، وقوله تعالى {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ١٨٢}[آل عمران]، وقوله تعالى {ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ١٠}[الحج]، والقرآن الكريم مشحون بالآيات التي يذكر فيها جزاء العباد على أعمالهم.