حادثة المباهلة
  بدعوتهم إلى المباهلة؟ وقد يكون البعض في حالة تهيء وانتظار رجاء أن يدعوه النبي ÷ معه.
  إذ جاء الجواب الفعلي، والتفسير النظري، والتطبيق على أرض الواقع للمراد من الآية، ومَنهم المقصودون فيها.
  إذ طلع النبي ÷ في هيئة خاصة مثيرة، فإذا به يخرج وفي صحبته أربعة نفر، قد اختارهم من بين المسلمين دون غيرهم، لأنه ليس بين المسلمين من هو أطهر منهم نفساً، وأقرب نسباً، وأعلى مكانة، وأقوى يقيناً، وأعمق إيماناً، أقبل النبي ÷ وهو يحتضن الحسين، وآخذ للحسن # في يده، وإذا علي وفاطمة يمشيان خلفه، وهو يقول لهم: إذا دعوت فأمِّنوا.
  يا له من وفد ما أكرمه على الله، وأقربه إلى الله، وأعظمه عند الله، وأعلى منزلته في الدنيا والآخرة.
  فلما رأوا النبي ÷ ومعه تلك الوجوه النيرة، والشخصيات الروحانية، أخذوا ينظرون إلى بعضهم البعض في حيرة ودهشة وتعجب، كيف خرج النبي ÷ بابنته الطاهرة، وأفلاذ كبده، وأعز الناس إليه، فهو لا يفعل ذلك إلا وهو على ثقة من نفسه، وعلى يقين من دعوته، لأن المتردد غير الواثق لا يخاطر بأحبائه، ولا يعرضهم للبلاء والهلاك النازل.