لم يكن هدفه ومطلبه أن يقتصر على اليمن في تطبيق أحكام الشريعة، بل كان مطلبه وهدفه أن يعم ذلك جميع الأقطار، فقد قال لبعض أصحابه يوماً: يا أبا جعفر ليس يشفى قلبي أو يطاع الله في جميع البلاد.

  وقال مرة: والله لو ثُنيَ لي الوساد، واستوت لي البلاد، ليُعْبَدَنَّ اللهُ حقاً حقاً، ولأظهرَنَّ دين محمد ÷ على الإستواء.

  فقد أقام الله به الدين في أرض اليمن، وأحيا به رسوم الفرائض والسنن، فجدد أحكام خاتم النبيين، وآثار سيد الوصيين، وله مع القرامطة الخارجين عن الإسلام نيف وسبعون وقعة، كانت له اليد فيها كلها، ومع بني الحارث، نيف وسبعون وقعة.

  وكان بداية ظهوره في أيام المعتضد العباسي، واستمر إلى أيام المكتفي، وكانت وفاته في أيام المقتدر العباسي، فيكون قد عاصر ثلاثة من خلفاء الدولة العباسية.

  وخطب له بمكة المشرفة سبع سنين، كما ذكر ذلك في عمدة الطالب.

  ولقد حكى عالم من علماء الشافعية وصل من العراق لزيارته من علمه وعدله وفضله وسيرته النبوية ما بهر الألباب، وأنه شاهده يتولى بيده الكريمة معالجة الجرحى، ويتولى بنفسه إطعام اليتامى والمساكين، وغير ذلك مما هو مشهور، وعلى صفحات التاريخ مسطور.