فوائد النشر في فضائل وأعمال الأيام العشر وما يليها من أيام الشهر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

وفاة إمام اليمن الإمام الهادي للحق يحيى بن الحسين

صفحة 95 - الجزء 1

  وما نشر الله في أقطار الدنيا أنواره، وبث في اليمن الميمون بركاته وآثاره منذ أحد عشر قرناً إلا لشأن عظيم، ولقد ملأ اليمن أمناً وإيماناً، وعلماً وعدلاً، ومساجد ومعاهد، وأئمة هدى.

  قال الإمام المنصور بالله # في الشافي (١/ ٣٠٤): وفتح صعدة ونجران وخيوان، وصنعاء وذمار وحيسان، وبعث عماله إلى عدن، ودوخ ملوك اليمن، وطرد جند بني العباس من الجفاتم، وأنصارهم من صنعاء ومخاليف اليمن. إلى آخر كلامه #.

  عبادته: روى سليم الذي كان يتولى خدمته: أنه تبعه في بعض الليالي، وكان يسير مع الإمام إلى الموضع الذي يبيت فيه ثم ينصرف، وفي تلك الليلة رأى أن يبيت على الباب ولم يعلم به الإمام لينظر ما يصنع، قال: فسهر الليل أجمع ركوعاً وسجوداً، وكنت أسمع وقع دموعه، ونشيجاً في حلقه (ع).

  وفاته: قبضه الله إليه شهيداً بالسم، وهو في ثلاث وخمسين سنة، ليلة الأحد لعشر بقين من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين، ودفن يوم الاثنين في قبره الشريف المقابل لمحراب جامعه الذي أسسه بصعدة، وروى السيد أبو العباس # أنه نعي إلى الإمام الناصر الأطروش فبكى بنحيب ونشيج، وقال: اليوم انهد ركن الإسلام.

  مشهده بصعدة من أرض اليمن، وقد كان # رأى نوراً ساطعاً في حال حياته، واختط الجامع المقدس على جذوة ذلك النور.