باب مسائل الحج
  قلت: فإن رأى رجلاً ضعيفاً من المسلمين قد فدحه المشي، هل يركبه إياها؟
  قال: نعم، يحمله عليها العقبة والعقبتين، والليلة بعد الليلة والليلتين، فإن ذلك أجر وخير، والبدنة فهي لله، والمضطر إليها فعبد من عبيد الله.
  قلت: فهل يقف ببدنته معه في المواقف عند المشعر وفي عرفات؟
  قال: كل ذلك واسع، وأحب إلينا أن يشهد ببدنته المشاهد كلها، وهو قولي وقول علماء آل الرسول عليه وعليهم السلام.
  قلت: ثم ما يعمل القارن بعد ذلك؟
  قال: يكون على حاله حتى يخرج مع الناس يوم التروية إلى منى فيبيت بها ثم يغدو إلى عرفات، فإذا انتهى إلى عرفة نزل بها وأقام حتى يصلي الظهر والعصر، فإذا صلى الظهر والعصر ارتحل فوقف في أي عرفات شاء، ويحرص أن يدنو من موقف النبي ÷ بين الجبال، وإن لم يقدر على ذلك لكثرة الازدحام فيقف بأي عرفات شاء ما خلا بطن عرنة، فإن رسول الله ÷ قال: «عرفة كلها موقف ما خلا بطن عُرَنَة».
  قلت: وكذلك أيضاً يفعل الحاج المفرد والمتمتع؟
  قال: نعم، كلهم في ذلك سواء.
  قلت: فإذا وقف بعرفة، ما يفعل؟
  قال: يذكر الله سبحانه، ويسبحه ويحمده ويخلص النية إليه، ويتضرع إليه بما أمكنه من الدعاء، ويكثر قراءة (قل هو الله أحد) والاستغفار لذنوبه ولوالديه، فإذا توارت الشمس عنه بالحجاب فلينهض من عرفة ملبياً مقبلاً نحو مزدلفة، وعليه السكينة والوقار، ويكثر في طريقه من قراءة القرآن والاستغفار، والدعاء والتكبير، والتهليل والتلبية، وإن حضره شيء فيتصدق به على من يرى من الضعفة والمساكين.
  قلت: فإن صام ذلك اليوم؟
  قال: هو أحب إلي أن يكون في ذلك اليوم صائماً، ولا يصلي المغرب والعشاء