المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب مسائل الحج

صفحة 212 - الجزء 1

  حتى يرد مزدلفة وهي جُمَع، فينزل بها ويحط بها رحله، ثم يجمع فيها بين المغرب والعشاء، ويأخذ حصاه منها فيغسله ويصره في ثوبه، [وإن أخذ الحصى من غير ذلك المكان أجزاه ذلك]⁣(⁣١).

  قلت: ولم سميت جمعاً؟

  قال: للاجتماع بها.

  قلت: فإذا انتهى إلى مزدلفة وحط بها رحله وصلى؟

  قال: يبيت بها ليلته حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر فليرتحل، وليمض حتى يقف عند المشعر الحرام، ويذكر الله سبحانه.

  قلت: فإذا أتى المشعر الحرام، ما يقول؟

  قال: يقول: اللهم هذا المشعر الحرام الذي تعبدت عبادك بالذكر لك عنده، وأمرتهم به فقلت: {فَإِذَآ أَفَضۡتُم مِّنۡ عَرَفَٰتٖ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ عِندَ ٱلۡمَشۡعَرِ ٱلۡحَرَامِۖ}⁣[البقرة: ١٩٨]، ولا ذكرَ لك أذكرك به أعظمُ من توحيدك، والإقرار بعدلك في كل أمورك، والتصديق بوعدِك ووعيدِك، ثم يذكر الله بما أحب وحضره وتيسر له.

  قلت: فيفيض من [عند]⁣(⁣٢) المشعر قبل طلوع الشمس أو بعد طلوعها؟

  قال: إذا طلع الشمس⁣(⁣٣) أفاض من عند المشعر.

  قلت: فإذا أفاض من المشعر، ما يعمل؟

  قال: يسير راجعاً إلى منى، وعليه الخشوع والوقار، ويقرأ ما تيسر من القرآن، ويدعو بما شاء أن يدعو، ويذكر الله بما هو أهله ويستغفره، فإذا انتهى إلى جمرة العقبة رماها بسبع حصيات يقول مع كل حصاة: لا إله إلا الله، والله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، ثم ليقطع التلبية مع أول حصاة يرمي بها، ولا


(١) ما بين المعقوفين غير موجود في نسخة (٥).

(٢) ما بين المعقوفين من نخ (٥).

(٣) في نخ (٥): الفجر، وكذلك نخ (١) وكتب في الهامش: تصلح (الشمس)، وضرب على الفجر.