باب مسائل الحج
  الزيارة، وهو الطواف اللازم الذي يحل له من بعده النساء.
  قلت: فهو الطواف الذي ذكره الله في كتابه؟
  قال: نعم.
  قلت: فهل يجوز للرجل أن يبيت أيام منى بمكة؟
  قال: لا يجوز له ذلك.
  قلت: فإن بات بمكة في أيام منى؟
  قال: إن أتاها ليلاً فأدركه الفجر بها، أو نهاراً فأدركه الليل بها وجب عليه دم.
  قلت: فمتى يرمي الرجل الجمار؟
  قال: إذا كان يوم الثاني من يوم النحر وهو اليوم الذي يسمى يوم الروس - نهض طاهراً متطهراً بعد زوال الشمس ويحمل معه من رحله إحدى وعشرين حصاة من الحصى الذي أخذه من مزدلفة فيغسله، فإن ذلك يروى عن النبي ÷، حتى يأتي الجمرة التي في وسط منى، وهي أقربهن إلى مسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات من بطن الوادي، يكبر مع كل حصاة كما ذكرنا، ثم يستقبل القبلة ويجعل الجمرة التي رماها وراء ظهره، ثم يقول: اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، واتباعاً لسنة نبيك محمد ÷، اللهم إني عبدك وابن عبديك طالب منك ضارع إليك، فأعطني بفضلك إقالة عثرتي، وغفران خطيئتي، وستر عورتي، والكفاية لكل ما أهمني، ويدعو بما أحب، ثم يمضي حتى ينتهي إلى الجمرة الوسطى فيفعل كما فعل عند الأولى، ثم يستقبل القبلة ويجعلها وراء ظهره ثم يدعو فيقول: اللهم اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم، واغفر لي الذنوب التي تورث الندم، واغفر لي الذنوب التي تغير النعم، واغفر لي الذنوب التي تحبس القسم، واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء، واغفر لي الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تعلمها مني، ووفقني لما تحب وترضى، واعصمني من الزلل والخطأ، إنك أنت الواحد العلي الأعلى.