باب مسائل الحج
  ثم يأتي جمرة العقبة فيرميها بسبع حصيات يفعل فيها ويقول ما قال أولاً، ثم ينصرف ولا يقف عندها، ويقول في طريقه ما يحب مما لله فيه رضا، ثم ينصرف إلى منزله، فإذا كان من غد وزالت الشمس فعل في رمي الجمار ما فعل بالأمس وهو يوم الثالث من النحر وهو يوم النفر الأول.
  قلت: فإذا أراد أن ينفر في النفر الأول، ما يعمل؟
  قال: إذا زالت الشمس وهو بمنى رمى الجمار كما وصفنا كلها بإحدى وعشرين حصاة كل جمرة بسبع حصيات، ثم ينفر من منى إلى مكة فيطوف بالبيت سبعة أشواط، ثم يصلي ركعتين، ثم يستقبل القبلة، ثم يقول: اللهم البيت بيتك والحرم حرمك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار، اللهم اجعله سعياً مشكوراً، وحجاً مبروراً، وذنباً مغفوراً، وعملاً مقبولاً، اللهم لا تجعله آخر العهد من بيتك الحرام الذي جعلته قبلة لأهل الإسلام، وفرضت حجه على جميع الأنام، اللهم اصحبنا في سفرنا، وكن لنا ولياً وحافظاً، اللهم إنا نعوذ بك من كآبة السفر، وسوء المنقلب وفاحش المنظر في أهلنا ومالنا وأولادنا، ومن اتصل بنا من ذوي أرحامنا وأهل عنايتنا، اللهم لك الحمد على ما مننت(١) به علينا من أداء فرضك العظيم، ولك الحمد على حسن الصحابة والبلاغ الجميل، اللهم لا تشمت بنا الأعداء، ولا تسيء بنا(٢) الأصدقاء، ولا تكلنا إلى أنفسنا، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماماً. ويدعو بما أحب وحضره إن شاء الله، ثم ينفر إلى بلده، ولا ينفر حتى تزول الشمس.
  قلت: فإذا أراد أن ينفر في النفر الثاني، ما يعمل؟
  قال: فإذا كان ذلك اليوم - وهو يوم الرابع من يوم النحر، وهو آخر يوم من أيام
(١) امتننت. نسخة (١).
(٢) فينا. نخ (٥).