باب تسمية أوقات الصلوات في كتاب الله وعددها
  وفيها من الكتاب تأكيد أكثر من هذا، مثل قوله: {وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ}[هو: ١١٤]، وقوله: {فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ ١٧}[الزمر].
  فرووا في الأخبار أن في هذه الآية أربع صلوات منصوصات، وقوله: {حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ}[البقرة: ٢٣٨]، ومثل هذا كثير في كتاب الله ø مما يؤكد الخمس الصلوات وأوقاتها، فاكتف بذلك.
  وأما شواهد العقول التي تدل على أن الصلوات خمس في كتاب الله فبين لقول الله تعالى: {حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ}[البقرة: ٢٣٨]، فلا تكون صلاة وسطى لأقل من خمس صلوات، ثنتين وثنتين وواحدة وسطى.
  فإن قال قائل: فإن للثلاث صلوات صلاة وسطى.
  قلنا له: فالذي بقي من الثلاث بعد إفراد الله الوسطى صلاتان، ولا تكون الصلاتان صلوات؛ لأنهما ثنتان، فدل بذلك على أنها خمس صلوات، فافهم ذلك وتدبره فإن لك فيه كفاية إن شاء الله.
  قلت: قد فهمت ما ذكرت من تسمية أوقات الصلاة في كتاب الله، ومن العقول، فبين لي أوقات الصلوات التي تصلى فيها الصلوات، فقد أكثر الناس الاختلاف في ذلك؟
  فقال لي: إن اختلاف الناس في هذا الذي ذكرت لجهلهم وتقليدهم لعلمائهم، وتركهم النظر في كتاب الله، والتفتيش عن تفسيره وتفسير شرح الأخبار التي رووها وأجمعوا عليها، فاستشنعوا ما قال علماء آل الرسول $ في هذا الذي سألت عنه من بيان أوقات الصلوات، وقد روى علماؤهم من الأخبار ما أنكروا على من قال في أوقات الصلوات من أهل بيت نبيهم، ولم ينظروا في معاني الأخبار وشرحها، وما تقتضي من البيان لما سألت عنه، وأنا أبين لك ما سألت عنه - والقوة بالله - من أخبارهم التي رووها بأجمعهم وصححوها عن رجالهم الثقات، فافهم ذلك.