المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب تسمية أوقات الصلوات في كتاب الله وعددها

صفحة 76 - الجزء 1

  والدليل على صحة هذا القول وثباته⁣(⁣١): أن رسول الله ÷ جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في المدينة من غير سفر ولا خوف ولا مطر، من ذلك:

  ما روى أبو بكر بن أبي شيبة الكوفي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: جمع رسول الله ÷ بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر قال: قيل لابن عباس: ما أراد بذلك؟ قال: أن لا يحرج على أمته. ورواه مالك بن أنس، عن أبي الزَّبِير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مثله سواء.

  وروى عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: جمع رسول الله ÷ بين الظهر والعصر بالمدينة في غير سفر ولا خوف قال: قلت لابن عباس ولم تراه⁣(⁣٢) فعل ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أحداً من أمته.

  وروى عبد الرزاق، عن داود بن قيس، عن صالح مولى التوأمة، أنه سمع ابن عباس يقول: جمع رسول الله ÷ بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير سفر ولا مطر قال: قلت لابن عباس: لم تراه فعل ذلك؟ قال: أراد التوسعة على أمته.

  وروى عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عمرو بن شعيب، قال: قال عبد الله بن عمر: جمع لنا رسول الله ÷ وهو غير مسافر بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء فقال رجل لابن عمر: لِمَ تُرى النبيُّ ÷ فعل ذلك؟ قال: لئلا يحرج أمته إن جمع رجل.

  وروى عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، عن معمر، عن عمرو بن دينار أن أبا الشعثاء أخبره أن ابن عباس أخبره، قال: صليت وراء رسول الله ÷ ثمانياً جميعاً، وسبعاً جميعاً بالمدينة.


(١) وبيانه. نخ.

(٢) في النسخ: ولم ترى. وما أثبتناه من نسخة (٥)، وهكذا لفظه في مصنف عبدالرزاق.