باب تسمية أوقات الصلوات في كتاب الله وعددها
  وروى عبد الرزاق، عن إبراهيم بن محمد، عن صفوان بن سليم، قال: جمع عمر بن الخطاب بين الظهر والعصر في يوم مطير.
  وروى عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، أن أهل المدينة كانوا يجمعون بين المغرب والعشاء في الليلة المطيرة، فيصلي معهم ابن عمر لا يعيب ذلك عليهم.
  وروى عبد الرزاق، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء أن ابن عباس خرج من أرضه من مَرّ(١) حين أفطر الصائم، يريد المدينة، فلم يصل المغرب حتى جاء المحجة من الظهران، فجمع بينها وبين العشاء، ويقال له: الصلاة، فيقول: شمروا عنكم.
  وروى عبد الرزاق، عن معمر، قال: سمعت أن الصلاة جمعت لقوله: {أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ}[الإسراء: ٧٨]، فغسق الليل المغرب والعشاء.
  وروى عبد الرزاق، عن إبراهيم بن يزيد، عن أبي الزبير، عن جابر، أن رسول الله ÷ غربت له الشمس وهو بِسَرِف(٢)، فلم يُصَلِّ المغرب حتى دخل مكة، وذكره الحجاج بن أرطاه، عن أبي الزَّبِير.
  فكل ما شرحنا وذكرنا من الأخبار تدل على ما قلنا به في أوقات الصلاة، وإنما جمعنا في هذا الباب هذه الأخبار برواية الثقات من رجال العامة لئلا يحتجوا فيه بحجة، فقطعنا حججهم بروايات ثقاتهم، فافهم ذلك فلك فيه كفاية إن شاء الله، والقوة بالله.
(١) في النسخ: خرج من أرضه من مَرٍّ ... إلخ. وما أثبتناه من نسخة (٥) وهي الموافقة لما في مصنف عبدالرزاق.
(٢) سَرِف: تعرف حالياً باسم النوارية وهي موضع يقع بين التنعيم ووادي فاطمة شمال غرب مكة المكرمة على بعد ١٢ كم منها ويعد أحد أحياء ضواحي مكة المكرمة الشمالية الغربية. (من الموسوعة العالمية نقلاً من مكة المكرمة المعالم التاريخية). وقال الإمام القاسم بن إبراهيم #: وأن الشمس غربت وهو بسرف من طريق مكة فأخر صلاة المغرب والعتمة حتى صلاها ببطن الأبطح، وبين سرف والأبطح أميال عشرة. تمت من كتاب صلاة اليوم والليلة. وبمنطقة سَرِف - بفتح المهملة وكسر الراء ففاء - تزوج النبي ÷ بزوجته ميمونة بنت الحارث الهلالية أم المؤمنين في عمرة القضاء وبنى بها في مرجعه من عمرته وهما حلالان على الراجح، وتوفيت ميمونة في منطقة سرف سنة إحدى وخمسين، وبها دفنت.