المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[باب] مسائل التوجه للصلاة ومسائل الصلاة

صفحة 78 - الجزء 1

[باب]⁣(⁣١) مسائل التوجه للصلاة ومسائل الصلاة

  وسألته عن الرجل إذا تطهر للصلاة وقام فتوجه إلى القبلة، هل يقدم النية قبل أن يتوجه للصلاة التي يصليها إلى البيت، وكذلك يقدم النية أيضاً أنها الظهر أو العصر أو أي الصلوات كانت؟

  قال: هكذا ينبغي أن يفعل.

  قلت: فإن لم يقدم النية أنه يصلي إلى البيت، ولا أنها صلاة الظهر أو العصر، هل يجزيه ذلك؟

  قال: نعم، الملة ملة الإسلام تجزيه عن ذلك؛ لأن صلاة المسلم قد تقدمتها النية بعقد الإسلام، وكذلك كل أوقات الصلاة فهي مجزية له، وإن قدم النية كان أفضل وأحب إلي.

  قلت: فإنه استقبل القبلة وبين يديه جدار، وخلف الجدار كنيف به الأقذار، وكذلك لو كان عن يمينه أو عن شماله؟

  قال: إذا حال الجدار بينه وبين الأقذار لم تضره الأقذار، وجازت صلاته.

  قلت: فإن الجدار الذي استقبله كان مطينا بطين فيه سرجين فرس أو دابة من الدواب أو بول من أبوالها مختلطاً في الطين؟

  قال: إذا ظهر ذلك في الطين كرهت له الصلاة إليه.

  قلت: فإنه طُيِّن فوق ذلك الطين بطين طيب ليس فيه من الأقذار شيء؟

  قال: إذا كان الطين طيباً وستر الأقذار جازت الصلاة إليه.

  قلت: فإن الجدار في نفسه مبني بلبن وطين قد خالطهما الأقذار، وتيقن المصلي ذلك يقيناً؟

  قال: لا أحب له أن يصلي إليه ولو طين الجدار بطين طيب.


(١) زيادة من نخ (٥).