مسائل الصلاة
  الدار قبل دخولها؟ قلت: بلى. قال: وكذلك يقول القائل استفتحت على بني فلان في دارهم فلم يفتحوا لي ولم يدخلوني، وكذلك أيضاً يقول القائل إذا أراد أن يتعلم من رجل قرآناً: افتتح علي آيات، وكذلك يقول الرجل إذا سئل وهو يتعلم القرآن: ممن تستفتح؟ فيقول: من فلان وفلان، فإذا لم يفتح عليه لم يدخل في التعليم من القرآن، ومتى جلس بين يدي القارئ قال له: افتح علي آيات، وهو غير متعلم لها ولا داخل فيها، فلما فتح عليه دخل حينئذ بعد ما يفتح عليه ويعلمه، ففي هذا كفاية لك في الافتتاح أنه قبل التكبير، ولولا ما أردت من اختصار الشرح وإيجازه لشرحنا واستخرجنا من الكتاب وما جاء به الرسول وشواهد المعقول(١) ما يطول به كتابك، فافهم هذا فلك فيه كفاية إن شاء الله. ألا ترى كيف قد بين الله ذلك وليس بعد تبيين الله تبيين، فذكر في قوله سبحانه ما أمره به من الافتتاح فقال: {وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَمۡ يَتَّخِذۡ وَلَدٗا وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ شَرِيكٞ فِي ٱلۡمُلۡكِ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ وَلِيّٞ مِّنَ ٱلذُّلِّۖ}، فأمره بالافتتاح قبل التكبير، ثم قال: {وَكَبِّرۡهُ تَكۡبِيرَۢا ١١١}، فأمره بالتكبير والدخول في الصلاة بعد التكبير.
  قلت: قد فهمت ما ذكرت في الافتتاح أنه قبل التكبير، فأخبرني إذا كبر الرجل، هل يرفع يديه أم لا؟
  قال: قدر رويت في ذلك أخبار كثيرة، عن النبي ÷ أنه كان يرفع يديه في التكبيرة الأولى إلى قريب من الأذنين أو الخدين أو المنكبين، ورووا أيضاً في أخبارهم ضد هذا أن النبي ÷ وسلم قال: «ما بال أقوام يرفعون أيديهم في الصلاة كأنها أذناب خيل شُمُس(٢)، لئن لم ينتهوا ليفعلن الله بهم وليفعلن»، وكذلك بلغنا عنه ÷ أنه لم يكن يرفع يديه في خفض ولا رفع في الصلاة، وكان
(١) العقول. نخ.
(٢) يقال: شمس الفرس شموساً وشماساً أي: منع ظهره، فهو شموس، وبه شماس. اهـ وفي حاشية شرح الأزهار: مفرده شموس كرسول ورسل.