المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم]

صفحة 83 - الجزء 1

  ÷ يحب ويأمر بالسكون فيقول: «اسكنوا في الصلاة»، حتى أنه نظر إلى رجل يعبث بلحيته في الصلاة فقال: «لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه» , وذلك فحث منه على أن لا يحرك المصلي يداً ولا رجلاً إلا من حاجة إلى ذلك، وهذا أحب إلينا وأصح⁣(⁣١) عندنا من الأولى⁣(⁣٢): أن لا يرفع المكبر يديه لا في أول الصلاة ولا في وسطها.

  قلت: زدني حجة في ترك الرفع لليدين في الصلاة؟

  قال: نعم، أليس قد أجمعت الأمة بأسرها أنه لو قام رجل متوجه ثم رفع يديه ولم يحرك لسانه بتكبير وصلى أن صلاته باطلة؟

  قلت: بلى، لا اختلاف بينهم في ذلك.

  قال: وكذلك أجمعوا جميعاً لو أن رجلاً توجه فكبر وحَرَّك لسانه بالتكبير ولم يرفع يديه أن صلاته جائزة تامة بتحريك لسانه بالتكبير وإن لم يرفع يديه؟

  قلت: بلى، لا اختلاف بينهم في ذلك.

  قال: فأي حجة أبين من هذه في ترك رفع اليدين بإجماعهم، فافهم ذلك.

[الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم]

  قلت: قد فهمت، فإن الرجل افتتح وكبر، بأي شيءٍ يبدأ بعد ذلك؟

  قال: بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم إذا كان في صلاة يجهر فيها بالقراءة، ثم يتم الحمد وسورة بعدها.

  قلت: فإن لم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، هل يعيد الصلاة؟

  قال: قد قال غيرنا: إنه لا يعيد، ولا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وأما علماء آل الرسول وقولي أنا فيعيد الصلاة؛ لأنه قد ترك ما أمر الله به نبيه محمد ÷.

  قلت: وأين أمر الله محمداً بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم؟


(١) في بعض النسخ: واضح.

(٢) في نسخة (١ و ٢ و ٥): الأول.