[الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم]
  ÷ يحب ويأمر بالسكون فيقول: «اسكنوا في الصلاة»، حتى أنه نظر إلى رجل يعبث بلحيته في الصلاة فقال: «لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه» , وذلك فحث منه على أن لا يحرك المصلي يداً ولا رجلاً إلا من حاجة إلى ذلك، وهذا أحب إلينا وأصح(١) عندنا من الأولى(٢): أن لا يرفع المكبر يديه لا في أول الصلاة ولا في وسطها.
  قلت: زدني حجة في ترك الرفع لليدين في الصلاة؟
  قال: نعم، أليس قد أجمعت الأمة بأسرها أنه لو قام رجل متوجه ثم رفع يديه ولم يحرك لسانه بتكبير وصلى أن صلاته باطلة؟
  قلت: بلى، لا اختلاف بينهم في ذلك.
  قال: وكذلك أجمعوا جميعاً لو أن رجلاً توجه فكبر وحَرَّك لسانه بالتكبير ولم يرفع يديه أن صلاته جائزة تامة بتحريك لسانه بالتكبير وإن لم يرفع يديه؟
  قلت: بلى، لا اختلاف بينهم في ذلك.
  قال: فأي حجة أبين من هذه في ترك رفع اليدين بإجماعهم، فافهم ذلك.
[الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم]
  قلت: قد فهمت، فإن الرجل افتتح وكبر، بأي شيءٍ يبدأ بعد ذلك؟
  قال: بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم إذا كان في صلاة يجهر فيها بالقراءة، ثم يتم الحمد وسورة بعدها.
  قلت: فإن لم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، هل يعيد الصلاة؟
  قال: قد قال غيرنا: إنه لا يعيد، ولا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وأما علماء آل الرسول وقولي أنا فيعيد الصلاة؛ لأنه قد ترك ما أمر الله به نبيه محمد ÷.
  قلت: وأين أمر الله محمداً بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم؟
(١) في بعض النسخ: واضح.
(٢) في نسخة (١ و ٢ و ٥): الأول.