تَبَذَّلْ⁣^(⁣١) إلى النساءِ الدَّوارَاتِ، ولا تُرِيْهنَّ شيئاً من محاسِنِها، ولا تُكْثِرِ الكلامَ، ولا تنظرْ كلَّ النَّظَرِ إلى النساءِ، ولا تكثرِ الضحكَ⁣^(⁣٢)، ولا تجاوزِ التبسمَ⁣^(⁣٣)، وإنْ جرى أمرٌ يوجبُ الخروجَ إلى النسوانِ لم تُطِلِ الوقوفَ معهُنَّ، ولا تلبثْ كلَّ اللبثِ، ولا تَزَينْ تَزَيُّنَ ذواتِ الأزواجِ من حليٍ ولا لباسٍ، ولا طِيْبَ أطيبُ من الماءِ للأبكارِ والحرائرِ، ولا تجالسْ إلا من تُجانِسُهُنَّ في البكارةِ والسِّنِ، وإنْ أُلجئْنَ إلى حديثِ النسوانِ رجعْنَ فيه إلى أَخواتِهنَّ فإنهنَّ أولى بهنَّ من سائرِ النسوانِ، وأحرى أنْ يكتمْنَ ما يوجبُهُ الأمرُ في المحاورةِ أشدَّ الكتمانِ.

  ولا يلبسْنَ شيئاً من الثيابِ المشهورةِ⁣^(⁣٤)، ولا َيْنفُرْنَ مِنْ كلِّ مَنْ

(١) التبذل: ترك التصاون. انتهى من المختار.

(٢) لما روي عنه ÷ «أطلِ الصمت، وأقلّ الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب»، رواه الإمام الكبير أبو طالب # في الأمالي [١٦١] وحديث «كثرة الضحك تميت القلب»، رواه القضاعي عن أبي هريرة، وللعسكري عنه من حديث وفيه: «ولا تكثر الضحك، فإن كثرة الضحك تميت القلب»، ورواه ابن ماجه، وفي شمس الأخبار [٢/ ٩٧] عنه ÷ أنه قال: «الضحك يميت القلب»، وفيه أحاديث أخر انظر: شمس الأخبار [٢/ ٩٥]، كشف الخفاء للعجلوني [٢/ ٩٨].

(٣) التبسم: دون الضحك. وكان من الشمائل الشريفة للرسول ÷ أنه «كان لا يضحك إلا تبسماً»، رواه أحمد، والترمذي والحاكم عن جابر بن سمرة، وصححه السيوطي. انظر الجامع الصغير [٢/ ٤٢٧].

(٤) روى الإمام أبو طالب # في الأمالي [٣٨٩] عن ابن عمر، قال: قال =