رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[وصية الإمام # للمضربات عن الزواج أو من لم يبق لهن زوج]

صفحة 121 - الجزء 1

  فهذا حينَ ما أتينا على آخرِ ما أردْنا ذِكْرَهُ للبناتِ، وأشَرْنَا إلى أكثرِ الأمورِ إشارةً لتضايقِ الأوقاتِ، وتراكُمِ الأشغالِ والحاجاتِ.

  فعليهنَّ تَعَرُّفَ⁣(⁣١) ما يلزمُ معرفَتُهُ فيما أشرنا إليه. فإنما جعلنا هذه الرسالةَ تنبيهاً لا بياناً إلا في القليلِ. وعليهن المودةُ بعضُهُنَّ لبعضٍ⁣(⁣٢)، والأُخوةُ فهمُ القَوَّامُوْنَ عليهنَّ.


(١) ويجوز الرفع على الخبرية. أما النصب على أن على اسم فعل، وبالله التوفيق.

(٢) لقوله ÷: «لا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تنابزوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام»، رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود، والترمذي عن أنس بن مالك. وهو في أمالي أبي طالب # [٤٠٥] بلفظ: «لا تقاطعوا، ولا تباغضوا، ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام»، وفي لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # [ط ١، ج ١، ص ٤١٥] نقلاً عن الاعتبار للإمام الموفق بالله # عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # قال: قال رسول الله ÷: «للمسلم على أخيه ثلاثون حقاً لا براءة له منها إلا بالأداء، أو العفو له: يغفر زلته، ويرحم عبرته، ويستر عورته، ويقيل عثرته، ويقبل معذرته، ويرد غيبته، ويديم نصيحته، ويحفظ خلته، ويرعى ذمته، ويعود مرضته، ويشهد ميتته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويكافي صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويحفظ حليلته، ويقضي حاجته، ويشفع مسألته، ويشمت عطسته، ويرشد ضالته، ويرد سلامه، ويبر إنعامه، ويصدق إقسامه، يواليه ولا يعاديه، وينصره ظالماً أو مظلوماً، أما نصرته ظالماً فيردّه عن ظلمه، وأما نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقّه، ولا يسلمه، ولا يخذله، ويحب له من الخير ما يحب لنفسه، ويكره له من الشر ما يكره لنفسه».