رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

تقديم للإمام الحجة/ مجدالدين المؤيدي #

صفحة 30 - الجزء 1

  الرسول خلقوا من لحمه ودمه، وأوتوا علمه وفهمه، والمدعو لهم بجعل العلم والحكمة في زرعه وزرع زرعه، وعقبه وعقب عقبه؛ فلا نجاة إلا بتسليم الأمر لله تعالى، والنزول عند حكمه، {وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ}.

  ثم نقول له: وَالَّذِي يقولُ في كتابهِ المجيد: {مَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ ١٨} - مَا حَمَلَ عَلَى هذا إلا النصح بإيضاح الحجة، وبيان المحجة بعد أن علمنا أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى بالسكوت منا، وأن الإقرار عليه قبيح، وأن اللّه سبحانه وتعالى له غير مبيح، ثم شأنك وخلاص نفسك، والنظر لما ينجيك عند حلول رمسك، فإن كنت لا ترضى بقبوله فتلك شكاة ظاهر عنك عارها، وإنا بحمد اللّه تعالى لا نحبّ هلاك أحد من عباد اللّه تعالى، ونحرص - كما علم اللّه تعالى - على هداية جميع خلق اللّه تعالى، {وَمَآ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوۡ حَرَصۡتَ بِمُؤۡمِنِينَ ١٠٣}.

  هذا، وليس المقصود بما أثبته اللّه تعالى لأهل بيت نبيئه ÷ - مَن لم يكونوا من المعاصرين، ولم ينتظموا في سلك الحاضرين، كلا فإنهم صفوة اللّه تعالى في كل أوان، وحملة حجته في كل زمان، كما أفادته نصوص السنة، ومحكم القرآن: «إني تارك فيكم ..»، «كلما أفل نجم طلع نجم ..»، «إن عند كل