رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 32 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  

  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وآله الطيبين الطاهرين.

  أما بعدُ، فإنَّ التَّربيةَ الحسنةَ القائمةَ على أُسسٍ صحيحةٍ مستمدةٍ من نورِ العقلِ، والكتابِ الكريمِ، والسنةِ النبويةِ الصحيحةِ، وكلامِ أئمتنا الهداةِ، من آلِ رسولِ الله ÷ تجعل الحياة أكثر سعادةً، وأغزر معرفةً، وأبهى حلاوةً، بهذه الأسس الصحيحة تكون الحياة زكيةً عطرةً كريمة، حياة طيبة عظيمة، ترفرف عليها السعادة، موصلة إلى الحسنى وزيادة، ولقد أصبحتِ التربية في زماننا هذا من أصعب ما يواجه أولياء الأمور؛ نظراً لكثرة المبادئ المنحرفة، والأفكار المشوهة المزخرفة.

  ومن المعلوم أن الإسلامَ دينٌ ونظامٌ صالحٌ لأيِّ مجتمع في أي مكان، وفي أيِّ وقت وزمان، فهو الرسالة الخالدة، والشريعة السمحة، والحنيفية السهلة، فقد نظَّمَ حقوقَ المجتمعِ بشكل عام، وحقوقَ الأُسرةِ بشكل خاص؛ فللوالدين على أولادهما حقوقٌ، من الطاعة لهما والبر بهما والإحسان إليهما والتواضع لهما، وللأبناء على آبائهما حقوقٌ أيضاً من حسن التسمية وحسن التربية وتعليمهم أمور دينهم ووقايتهم مما يودي بهم إلى النار، وللزوجين بعضِهما على بعضٍ حقوقٌ يجب مراعاتها والقيام بها،