ترجمة المؤلف #
  وهي دين الملائكة المقربين، والأنبياء والمرسلين ، وهو الدين القويم الذي أرسل الله ø الأنبياء والمرسلين $ إلى الناس لدعائهم إليه، {لِّيَهۡلِكَ مَنۡ هَلَكَ عَنۢ بَيِّنَةٖ وَيَحۡيَىٰ مَنۡ حَيَّ عَنۢ بَيِّنَةٖۗ}[الأنفال: ٤٢]، وكما قال تعالى: {رُّسُلٗا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى ٱللَّهِ حُجَّةُۢ بَعۡدَ ٱلرُّسُلِۚ}[النساء: ١٦٥].
  وواصل الدعوة إلى هذا الدين القويم، والصراط المستقيم والعقيدة الصحيحة - قرناءُ القرآنِ، وسفينةُ نوح المنجية من الغرق، والأمانُ من الضلال، وهم أهل البيت $، فقاموا - سلام الله تعالى عليهم - بأداء هذه الرسالة أتم قيام.
  قال الإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # في كتابه العظيم، وسفره الكريم، ومؤلفه الفخيم لوامع الأنوار [ط ١ / ج ١]: وأصلُ كل ضلالة وفتنة، ومنبع كل فرقة ومحنة في هذه الأمة، والأمم السالفة - اتّباع الأهواء، والإخلاد إلى الدنيا، ومحبّة الترؤس على الأحياء، فإنه لم يستقم الملك للملوك العاتية، والجبابرة الطاغية إلا بمخالفة أنبياء الله وكتبه، ومباينة أوليائه وأهل دينه كما قصه الله تعالى في كتابه، وعلى ألسنة رسله، ولم تتم لعلماء السوء الرئاسة منهم، والتقرّب لديهم، ونيل حطام دنياهم إلا بتقرير ما هم عليه، وتأييد ما مالوا إليه، وقد علم كل ذي علم، وفهم كل ذي فهم، ما جرى لأهل بيت النبوة في هذه الأمة،