رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حق الولد على أمه]

صفحة 56 - الجزء 1

[من حقوق الولد على والده]

  وعلى الوالدِ لولدِهِ تحسينُ اسمِه⁣(⁣١)، وتحسينُ لقبِهِ، وأن يختارَ له من الأُمهاتِ من لا يُعابُ بها⁣(⁣٢). فإذا قد تقررَ من هذه القاعدةِ ما قد تقررَ، فقد رأيتُ أنَّ الذي يلزمُ الوالدَ للولدِ مُقَدَّمٌ على ما يلزمُ الولدَ للوالدِ، فإنْ لم يَقُمِ الوالدُ بما يلزمُهُ من ذلك كان عقوقُ الولدِ له قصاصاً وجفوةً⁣(⁣٣).

[حَقُّ الولد على أُمِهِ]

  فمتى أرْضَعَتْهُ الأمُّ، وأحسنتِ الغذاءَ بنهايةِ جُهدِها، ونَظَّفَتِ الولدَ من أقذارِهِ وأدرانهِ، وقامتْ بما يَتعينُ عليها القيامُ به من شأنهِ في طعامِهِ وشرابهِ ومنامِهِ فقد أدتْ ما يجبُ عليها، وانتقلَ الحقُّ إلى الأبِ في تأديبِهِ وتربيتهِ، وتأنيسِهِ وتقريبِهِ، وتعليمِهِ وتهذيبِهِ. والتعليمُ هو أنواعٌ شتى.


(١) روى الإمام أبو طالب # في الأمالي [٣٠٧] عن ابن عباس ® عن النبي ÷ أنهم قالوا: يا رسول الله قد علمنا ما حق الوالد على الولد، فما حق الولد على الوالد؟ قال: «أن يُحْسِنَ اسمه، ويحسن أدبه»، وهو في شمس الأخبار [٢/ ٢٢١]، ورواه البيهقي في الشعب عن ابن عباس ®.

(٢) روى الإمام أحمد بن سليمان @ في أصول الأحكام عن جابر بن عبدالله الأنصاري ® عن النبي ÷ أنه قال: «لا يزوجْنَ النساء إلا من الأكفاء ...»، وهو في شمس الأخبار [٢/ ٢٠٤] وروى ابن ماجه، والحاكم، والبيهقي عنه ÷ أنه قال: «تخيروا لنطفكم، فأنكحوا الأكفاء، وأنكحوا إليهم»، وصححه السيوطي في الجامع الصغير [١/ ١٩٦].

(٣) في (ب): وجفوته.