[بيان ما على الأبناء تجاه الآباء]
  الله عليه وعليهم - وهو قدوةٌ عندنا وعندَ الصالحين، فإنَّهُ فّضَّلَهُم على إخوتِهِم، وقامَ في ذلك بما يلزمُهُ من تعظيمِ مَنْ عَظَّمَ اللهُ سبحانه، وإنْ كان إخوتُهُم أفاضلَ وأئمةَ هدى، ولكن لم يكملوا إلا بعدَ موتِهِ(١). فمتى فعلَ ذلك فقد أتى بما يَلْزَمُهُ في حَقِّهِم.
[بيان ما على الأبناء تجاه الآباء]
  وعليهم فيما تقدمَ شَرْحُهُ المبادرةُ والقَبُولُ(٢) إلى امتثالِ ما يشيرُ إليه أو يقولُ، وقد عاينَّا البهائمَ المهملةَ، والوحوشَ النَّافرةَ، والسباعَ الضاريةَ، والهوامَّ الرَّاتِعَةَ تتبعُ الأمَّ والأبَ، وتقتفي ما تقضي به الإشارةُ، حتى الظبيةُ تُكَمِّنُ(٣) ولدَها فَيَكْمُنُ، والشاةُ
(١) ومن حقوق الابن على أبيه أيضاً أن على الأب أن يراقب ابنه في من يصاحب، ومن يعاشر، ومن يساير، فيمنعه من مصاحبة الأشرار، والمنحرفين الفجّار؛ لأن المرء على دين خليله، ويحثّه ويحضّه على مصاحبة المؤمنين الأخيار، وأن يكون الأب حريصاً على أوقات أبنائه، وأن يتفقّد أحوالهم، ويراقب تصرفاتهم وأن يكون رحيماً بهم متلطفاً معهم. روى البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة قال: «قبّل رسول الله ÷ الحسن أو الحسين بن علي وعنده الأقرع بن حابس التيمي، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قبّلْتُ منهم أحداً قط، فنظر رسول الله ÷ ثم قال: «من لا يَرحم لا يُرحم»».
(٢) يجوز الرفع والنصب، الرفع على الخبرية، والنصب على أن (عليهم) اسم فعل أمر مبني، وفاعله ضمير مستتر وجوباً، وسيتكرر مثل هذا في كلام الإمام #.
(٣) كمن له كنَصَرَ وسَمِعَ، كُمُوناً: استخفى. تمت (قاموساً).