[بيان ما على الأبناء تجاه الآباء]
  تُلْزِمُ طَلاها(١) الكِنَاسَ(٢) ولا تَرِيمُهُ(٣)، والهوامُّ(٤) تَلازَمُ مرابضَها(٥) وأدغالَها(٦) وحجرتَها لإشارةِ أُمِّهَا إلى ذلك، والفراخُ لا تفارقُ أوكارَها وأعشاشَها إلا بترشيحِ الوالدينِ لها(٧) إلى ذلك، وإلا فهي [في] وضعِها الأولِ لا تُفَارِقُهُ ولا تتحولُ.
  فإذا كان ذلك كذلك فيما ذكرنا فما عذرُ الإنسانِ الذي مَيَّزَهُ الله على سائرِ الحَيَوَانِ، وخَصَّهُ بالنُّطقِ واللسانِ، والعقلِ والبرهانِ، ولولا أدلةُ العقلِ في صحةِ ما وردَ به الكتابُ، والرسولُ ÷ لأَلزمنا الولدَ اتِّباعَ الوالدِ على كُلِّ حالٍ من هدىً وضلالٍ، وذلك لِوُجوبِ مُوَالاتِهِ، فما يُسقطُ ذلك إلا أن حَقَّ الباري تعالى أَولى،
(١) الطلِيُّ: الصغير من أولاد الغنم. تمت (من القاموس).
(٢) كَنَسَ الظبيُ يَكْنِسُ: دخل في كِنَاسِهِ، وتَكَنَّسَ: دخل الخيمة، والمرأة: دخلت الهودج. تمت (قاموساً). وفي المصباح: وكِناسُ الظبيِّ - بالكسر - بيته، وكنسَ الظبي كنوساً من باب نزل دخل كِناسه.
(٣) لا أريمُ مكاني حتى أفعلَ كذا، ولا أريم منه، ولا تَرِمْهُ، وما يَرِيمُ يفعلُ ذلك كما تقول: ما يبرحُ يفعل، انتهى (من أساس البلاغة). وفي المختار: يَرِيم أي بَرِحَ.
(٤) الهامَّة: الدابة، وجمعه هوام. تمت (من القاموس).
(٥) أي: مواضعها تمت (من القاموس).
(٦) الشجر الكثير الملتفّ، واشتباك النبت وكثرته. تمت (من القاموس).
(٧) الترشيح: التربية، وحسن القيام على المال، ولحسُ الظبيةَ ولدها من الندوة، وترشح الفصيل: قَوِيَ على المشي، فهو راشح، وأمه مرشِح، وهو يُرَشَّحُ للملك: يُرَبَّى ويؤهلُ له. تمت (من القاموس).