[بيان ما على الأبناء تجاه الآباء]
  ودفعَ الضررِ عن النفسِ أحرى(١).
  وقد أكّدْنا ما أَمَرْنا به مَنْ أمدنا الله سبحانه من الذُّريةِ التي نرجو من الله تعالى تطييبَهَا وتَزكيتَهَا وصلاحَهَا باتِّباعِ ما وضَعَهُ لنا الآباءُ - سلام الله عليهم - وألقيناه إلى الأولادِ كما أَلقوه إلينا فإنَّ أبانا - | ونَوَّرَ ضَرِيحَهُ(٢) - قالَ لنا في بعضِ أيامِهِ التي
(١) فحق الله تعالى المُقَدَّمُ، وأمره المُعَظَّمُ، وقد ذَمَّ الله تعالى إتباعَ الأبناء لآبائهم على الباطل في آيات كثيرة. قال عَزَّ اسمُهُ: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱتَّبِعُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ قَالُواْ بَلۡ نَتَّبِعُ مَآ أَلۡفَيۡنَا عَلَيۡهِ ءَابَآءَنَآۚ أَوَلَوۡ كَانَ ءَابَآؤُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ شَيۡـٔٗا وَلَا يَهۡتَدُونَ ١٧٠}[البقرة]، وقال ÷: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»، رواه أحمد بن حنبل في مسنده، والحاكم في مستدركه، وهو كذلك في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين #، وروى البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # مرفوعاً: (لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف)، ورواه أحمد عن أنس بلفظ: (لا طاعة لمن لم يطع الله)، وصححها السيوطي في الجامع الصغير [٢/ ٥٨٥].
(٢) هو السيد الإمام، علم العترة الكرام: حمزة بن سليمان @، قال ابنه الإمام الحجة عبدالله بن حمزة $ في الشافي [٢/ ١٣١]: حمزة بن سليمان معروف بالفضل والعلم، مشهور بالنسك والورع، أمه: فاطمة ابنة محمد بن عبدالله بن أحمد بن بركات بن أحمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي $، إلى قوله #: وكانت العلماء تنتجعه، والفضلاء تعترف بفضله، وكان معدوداً في أفاضل العترة $ في أيامه. وقد ذكر الإمام # في هذه الرسالة البديعة اللطيفة بعض أحواله الكريمة، ومقاماته العظيمة، والوامض اليسير يدل على النوّ المطير.