رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[بيان ما على الأبناء تجاه الآباء]

صفحة 66 - الجزء 1

  والذي علمنا من أمرِهِ جملةً - من المشاهدةِ، وما تقضي به صورةُ الحالِ التي نعقلها بالمشاهدةِ - أنه كان من جملةِ العلماءِ، وفي عبادتِهِ وتهجدِهِ شاهدناه وعايناه، فأَمَّا كَرَمُهُ ومروءتُهُ فمما لا يتمارى فيه مَنْ عَرَفَهُ، أو سَمِعَ به، ثم ما علا من أبٍ كان أعلى إلى أن ينتهيَ النسبُ إلى رسولِ الله الملكِ الأعلى - سلام الله عليهم أجمعين -⁣(⁣١). وإنما ذكرنا ذلك ليشتدَّ حِرْصُ الأبناءِ على حفظِ هذا النَّسْلِ الشريفِ مِن دَنَسِ الأوزارِ، وأَعمالِ أَهلِ النَّارِ، التي نُزِّهَتْ منها الذريةُ الزكيةُ، وتَباعَدَ عنها خيارُ البريةِ⁣(⁣٢).

  وقد حَرَّضْنَا الأولادَ الذُّكرانَ بما أمكنَ، وجعلناه نظماً فهو


(١) وقد وسع الإمام المنصور بالله # الكلام في هذا الشأن، وتكلم في سيرة كل واحد من آبائه الأكرمين - عليهم سلام الله أجمعين - في الشافي [٢/ ١٣١] عند إسناده مذهبه الشريف عن آبائه الهادين المهتدين إلى رسول الله - ÷ الأكرمين -، قال # في آخره:

كم بين قولي عن أبي عن جده ... وأبو أبي فهو النبي الهادي

وفتى يقول روى لنا أشياخنا ... ما ذلك الإسناد من إسناد

إلى قوله #:

والله ما بيني وبين محمدٍ ... إلا امرؤ هادٍ نماه هاد

وأنا الذي عاينتم أفعاله ... وكفى عيانكم عن استشهاد

وهو بحث عظيم يجدر بالباحثين الرجوع إليه والوقوف على معانيه.

(٢) ولله القائل:

وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ... إن التشبه بالكرام فلاح