رسالة الثبات فيما على البنين والبنات،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[وصية الإمام # للرجال]

صفحة 68 - الجزء 1

  والدِّفاعِ عن الدِّينِ⁣(⁣١)، وحفظِ الجارِ والصاحبِ، وإكرامِ


= وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات»، وصححه السيوطي في الجامع الصغير [١/ ١٧]. (تنبيه): وهذا الحديث الشريف وأمثاله من باب التنصيص على بعض أفراد العام؛ لا أن هذه الكبائر والموبقات فقط، فهناك كبائر أخرى كبغض أهل البيت $ وعداوتهم، وكالرياء واللواط، وعقوق الوالدين.

(١) وللدفاع عن الدين كيفيّات عديدة وصور كثيرة منها: ما يرجع إلى الدين في نفسه أو في أهله، فالأول يكون بالدفاع عن أُسُسِهِ وقواعده، وأصوله وعقائده، ورفع شعاره، وإعلاء مناره، ورد شبهات أهل الكفر والضلالة، والبدع والجهالة، وكذلك يكون بتوضيحه للمسترشدين، وتبيينه للجاهلين، ونشره لمبتغيه، وبذله لطالبيه، والدعاء إليه بالأموال والأنفس، والغالي والرخيص، وجهاد الكفار والبغاة، وغير ذلك من أمور، والثاني: - أي الدفاع عن أهله - وأهل الدين هم آل محمد الأطهار - عليهم صلوات الملك الغفار - وأشياعهم الأخيار، وذلك يكون بالدفاع عنهم، والمقاتلة بين أيديهم، وتنزيههم، ورد طعن الطاعنين، وببيان ما لهم من فضائل، وشرح ما خصوا به من شمائل، وإبراز المكارم والمآثر، وإظهار المناقب والمفاخر، ونشر عبير أفعالهم وأحوالهم، ونثر درر علومهم وأقوالهم بمتابعتهم ومحبتهم بإكرامهم، والإحسان إليهم؛ لأن آل محمد الأطهار - عليهم سلام العلي الغفار - هم أعظم من دعا إلى هذا الدين الكريم، وأفضل من حمى حماه الفخيم، وأكرم من أقام عموده العظيم، بشدة إخلاصهم، وعظم جهادهم: علت كلمته، ورُفعتْ رايتُهُ، بصحة علومهم، وسداد اجتهادهم: وضحت حجته، وبانت محجته بصفاء قلوبهم ونقاء سرائرهم رفع أمره، وعظم قدره، كيف لا؟ وهم قرناء الكتاب، وأمناء رب الأرباب، عصمة اللائذ لمن تمسك بهم من العذاب، دعاة الحق، وألسنة الصدق، وقادة الخلق. نسأل الله بحق اسمه الأعظم، وكتابه الأكرم أن يميتنا على محبتهم ودينهم، وأن يحشرنا في زمرتهم وجماعتهم، آمين رب العالمين.